xفيما واصلت قوات الحماية الكردية المدعومة بمقاتلي البشمركة وقوات من الجيش السوري الحر تقدمها في مدينة كوباني، أكدت مصادر إعلامية أن "داعش" يواجه صعوبات كبيرة في محيط المدينة، وأن كثيراً من مقاتليه الأجانب يفكرون في الانسحاب من المعارك والمغادرة إلى بلدانهم، مما دفع قيادة التنظيم لفرض رقابة مشددة على المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا لقطع طريق الهروب أمامهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من التقدم والسيطرة على مبان عدة في محيط البلدية، بمدينة عين العرب، عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم "الدولة"، كما تمكنت من التقدم والسيطرة على المحيط الشمالي للمربع الحكومي الأمني، والتقدم كذلك في محيط سوق الهال والسيطرة عليه، كما تمكنت الوحدات الكردية من التقدم في الأطراف الجنوبية والشرقية لساحة آزادي، إضافة للسيطرة على مبنى ومنطقة المركز الثقافي، حيث ترافقت الاشتباكات العنيفة مع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة وقصف بالقذائف الصاروخية من قبل الجانبين، وأسفرت الاشتباكات بين الجانبين عن مصرع ما لا يقل عن 18 عنصراً من التنظيم المتشدد، شوهدت جثثهم في مناطق الاشتباك، إضافة لمعلومات مؤكدة عن مصرع عدد من مقاتلي وحدات الحماية في الاشتباكات ذاتها. وكانت طائرات التحالف العربي قد نفذت ما لا يقل عن 5 ضربات استهدفت مركزا لنيران التنظيم في القسم الشرقي للمدينة، مما أدى إلى إسكات مصدر النيران، ومعلومات مؤكدة عن مصرع عدد من عناصر التنظيم في القصف، كما استهدف مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب الكردي دراجتين ناريتين على طريق حلب –عين العرب، وسيارة في قرية تل حاجب بالريف الشرقي لمدينة عين العرب، وآلية أخرى للتنظيم على الطريق الواصل بين قريتي حلنج وشيخ جوبان، مما أدى إلى مصرع عدد من مقاتلي التنظيم.

ودأب مقاتلو المعارضة الكردية على الاستفادة من الغارات التي تشنها طائرات التحالف الدولي، حيث يعمد مقاتلوه إلى مهاجمة الأماكن التي تستهدفها الغارات، وذلك استغلالاً لحالة الفوضى التي تعقب الغارات، وتمكنوا بذلك من استعادة العديد من المواقع والسيطرة على أسلحة تابعة للمتشددين. إلى ذلك، أكد المرصد نقلاً عن "مصادر موثوقة ومتقاطعة"، أن تنظيم "داعش" منع السوريين من العبور والدخول إلى الأراضي التركية عبر المعابر الواقعة تحت مناطق سيطرته، إلا بعد مراجعتهم للتنظيم، واستلام إذن كتابي منه يسمح لهم بموجبه بالدخول، وذلك في خطوة من تنظيم "داعش"، لتشديد الإجراءات على الحدود، ومنع عناصر التنظيم غير الراغبين في مواصلة القتال من الهروب إلى الأراضي التركية أو العودة إلى بلدانهم. وأشار المرصد إلى أن التنظيم اعتقل أحد مقاتليه من جنسية أجنبية، والبالغ من العمر نحو 17 عاماً، من أحد محال الاتصالات في المدينة، عقب اتصاله مع ذويه في بلده، حيث اعتدى عليه رفاقه بالضرب، وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية، واقتياده إلى منطقة مجهولة. مشيراً إلى أن مترجماً كان برفقتهم أبلغ رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله، بأنه يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده. في سياق ميداني، قالت شبكة مسار برس إن تنظيم الدولة تمكن أول من أمس من إسقاط طائرة حربية للنظام، بعد أن تمكن من إصابتها، وشوهدت الطائرة وهي تهوي على الجبل المطل على مدينة دير الزور، وهذه أول مرة يتمكن فيها التنظيم من إسقاط طائرة، منذ سيطرته على دير الزور، ويأتي إسقاط الطائرة هذه بعد 20 غارة نفذتها طائرات النظام الحربية منذ منتصف ليل أمس وحتى الآن، على أماكن في منطقة حويجة صكر عند أطراف مدينة دير الزور.