سحبت بريطانيا أمس آخر قواتها من جنوب أفغانستان إحدى المناطق الأكثر اضطرابا في البلاد، بعد نزاع دام 13 سنة أسفر عن مقتل مئات الجنود البريطانيين.
وأقيمت مراسم في قاعدة قندهار الجوية بمناسبة رحيل آخر عناصر سلاح الجو الملكي البريطاني بعد نقلها إلى الجيش الأفغاني في أكتوبر الماضي.
ومنذ 2001 خسرت بريطانيا 453 جنديا في عمليات في أفغانستان.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في بيان "إن القوات المسلحة البريطانية فخورة لإتمام مهمتها في جنوب أفغانستان".
وأضاف البيان "بفضل شجاعتهم والتزامهم باتت للبلاد فرصة أفضل لمستقبل مستقر. مغادرتنا لقاعدة قندهار الجوية يمثل حدثا تاريخيا مهما".
وقسم كبير من العمليات التي عهدت إلى البريطانيين جرى في ولاية هلمند التي تبقى اليوم معقلا لطالبان ومركزا مهما لزراعة الأفيون.
وستغادر القوات القتالية في حلف شمال الأطلسي البلاد بحلول نهاية العام. وفي 2015 ستبقى قوة أجنبية قوامها 12500 رجل تكلف بالمساعدة والتدريب، في البلاد في مهمة دعم.
إلى ذالك أعلن حلف شمال الأطلسي أمس، مقتل اثنين من جنوده في هجوم في شرق العاصمة الأفغانية كابول مما يرفع عدد قتلى القوات الأجنبية العام الحالي إلى 63 جنديا بينهم 46 أميركيا.
ولم يكشف الحلف عن جنسية الجنديين. وقال المتحدث باسم قائد شرطة كابول، حشمت ستانيكزاي: "انفجرت قنبلة مثبتة في دراجة نارية بالقرب من قافلة عسكرية أجنبية في الجزء الشرقي من كابول".
في هذه الأثناء، قتل 6 مسلحين في غارة جوية لطائرة أميركية بدون طيار في إقليم نورستان شرقي أفغانستان.
من جهة ثانية، ارتفع عدد ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف بطولة لكرة الطائرة في إقليم "بكتيكا" بجنوب شرق أفغانستان المحاذية للحدود مع باكستان إلى 61 قتيلا وأكثر من 66 جريحا بينهم حالات خطيرة. وندد الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، بالهجوم، فيما أعلنت المخابرات الأفغانية، أنها تملك أدلة ووثائق تؤكد أن شبكة حقاني الإرهابية متورطة في تفجير "بكتيكا".
وأعلن الناطق باسم المؤسسة الأمنية الأفغانية، حسيب صديقي، أن لدينا أدلة تؤكد أن شبكة حقاني تقف خلف الهجوم الإرهابي في بكتيكا، متعهدا بأن الإدارة سوف تعرض تلك الأدلة على وسائل الإعلام لاحقاً.
وتتهم كابول والعواصم الغربية، شبكة حقاني، التي ترتبط بعلاقات مع طالبان وتنظيم القاعدة، بتنفيذ سلسلة هجمات إرهابية ضد القوات الأجنبية والأفغانية منذ أن أزاحت قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة طالبان من الحكم عام 2001.