حاولت السكوت أو التغاضي عن هذه اللجنة الموجودة بالخطأ في اتحاد كرة القدم التي عقدت ورشة عمل مغلقة لها بدأت منذ الأحد وتنتهي اليوم بوجود خبراء من الأردن ومصر لدراسة 20 استراتيجية رئيسة لاتحاد كرة القدم السعودي و96 استراتيجية فرعية، ولكن يبدو أن السكوت غير مفيد خصوصا أن اللجنة بدأت تأخذ أبعادا أخرى في عملها.
من حيث المبدأ فإنني لم أجد في لوائح الفيفا التطبيقية أو المعيارية ما يفيد عن هذا المسمى الذي يبدو أنه اختراع سعودي محض من أشخاص غير ملمين بأنظمة ولوائح كرة القدم، حيث إن المسمى الموجود في النظام الأساسي للفيفا والقياسي للاتحادات الوطنية، وبعض الاتحادات الوطنية هو "اللجنة الاستراتيجية"، وهذا يختلف كليا عن مسمى "لجنة الدراسات الاستراتيجية" حيث هنا توضع استراتيجيات لعمل وأنشطة وبرامج الاتحاد والأخرى تقدم دراسات استراتيجية.
مع الأسف، وللمرة المليون نقول إن ما يحدث هو عبث وفوضى و"قلة دبره"، لأن مثل هذه اللجنة توضع في الاتحادات الكروية العملاقة أو الاتحادات القارية، وليس في الاتحاد الذي حتى الآن وبعد مرور سنتين على انتخابه لم يستطع تعديل نظامه الأساسي، بل إن لجنة فك الاشتباك بين الاتحاد وجمعيته العمومية لا زالت تواصل اجتماعاتها، فعليه ترتيب أوضاعه الأساسية أولا ثم بعد ذلك يفكر في الاستراتيجيات والمستقبل، وليس من المنطق أن نناقش ما قد يحدث بعد عشرين عاما ونحن لا نعرف متى سنعقد جمعيتنا العمومية المقبلة.
مشكلتنا أننا أردنا أن نعمل كل شيء في وقت واحد، بحيث يتم تشكيل جمعية عمومية، وتجرى انتخابات كاملة لأعضاء مجلس الإدارة، ونشكل لجاناً على غرار لجنة الدراسات الاستراتيجية، ويبدو أن كلمة "الدراسات" وجدت هنا بالخطأ أو بتأثير من رئيس اللجنة الذي هو شخص أكاديمي بحت ليس له علاقة بالعمل الميداني في مجال اللعبة.
أبسط استراتيجية نبحث عنها الآن هي ما مصير منتخبنا بعد كأس الأمم الآسيوية، فالمنتخبات الآسيوية برمجت جداولها ونسقت مبارياتها الودية الدولية القادمة فهذه جارتنا إيران ستلعب في "الفيفا دي" القادم في نهاية مارس مع السويد في سولنا، بينما ستلعب أستراليا أمام ألمانيا في كايزرسلاوترن، واليابان ستقابل تونس في أوياتا، هذا هو العمل الاستراتيجي الذي نريده، أما الدراسات فهذه اذهبوا بها إلى الجامعة ودرسوها طلابكم وحاضروا عنها في المنتديات وورش العمل.
ومن المخجل أن هذه اللجنة بأعضائها والخبراء الذين حضروا ورشتها المغلقة الأولى حسب ما ورد في الخبر ليس بينهم عضو واحد سبق له العمل الميداني في الأندية السعودية!.
ما هذا الهراء لهذه اللجنة التي ستدرس مستقبل كرة القدم السعودية وليس بين أعضائها من يعرف ظروف وصعوبات ومشاكل وعوائق كرة القدم السعودية، ألا يوجد خبراء سعوديون كرويون يستحقون أن يكونوا أعضاء في لجنة الدكتور بخاري بدلا من أن نستعين بخبراء مصر والأردن!.
أتمنى أن أغمض عيني عن "بلاوي" اتحاد القدم ولكنني في كل يوم أفاجأ بأمر جديد يحتاج مني التوضيح للجمهور الكريم وللمتابع الرياضي وأيضا المسؤول الذي ربما مرت عليه هذه المسميات وأعتقد أنها موجودة ومهمة وضرورية وأساسية وهي في حقيقة الأمر ليست كذلك، ويمكن توفير خسائر هذه اللجنة "غير المهمة" للتركيز في الأمور الأساسية للاتحاد وأهمها النظام الأساسي واللوائح التفسيرية.