أسواق الأسهم من الأسواق الاقتصادية الرأسمالية التي يلعب الحظ دورا مقدرا فيها بالنسبة لمن لا يمتلكون الخبرة المالية الكافية بمتغيرات واتجاهات الحركة المالية للشركات التي يمتلكون فيها حصصا ويتطلعون لأن يحققوا معها مكاسب سهلة وسريعة، ولكنها ذات مخاطر عالية في نفس الوقت، حتى لدى أولئك الذي يملكون أفقا ماليا يمكنهم من قراءة مالية دقيقة نسبيا، لأنها حتى في أشهر البورصات العالمية كما في "وول ستريت" تخضع للخبايا التي يعرفها الملاك الكبار ويعرفون متى تصعد أو تسقط، فيشترون أو "يتخارجون"، عكس صغار المستثمرين الذين يصبحون ضحايا لطموحاتهم المالية.

في اعتقادي أن سوق الأسهم بمثابة غول أو وحش يمكن أن تمر من جواره بسلام حين ينام، لكن العكس يحدث عندما تهزه خطوات قاسية فينتفض ليلتهم المار بجواره. ذلك ببساطة حال السوق، ولعلنا حين نسترجع ذكريات سوق الأسهم المحلية في 2006 نجد أن الكثير خسروا مدخراتهم وأصبحوا معدمين لأن غول السوق نهشهم ودخلوا مغامرة لم يتفطنوا لها.

ذات الأمر حدث في الأسابيع الأخيرة حيث أثبتت متغيرات النفط وانهيار أسهم الطاقة، أن هناك عاملا نفسيا قويا في السوق يجب معرفته، فتراجع أسعار النفط أسقط كثيرا من الأسهم بصورة حادة ونزل بالمؤشر إلى مستويات قياسية وتاريخية خسر معها الكثيرون أموالا طائلة، بينما كان هناك متسع من الوقت لقراءة العامل النفسي ومراقبة المتغيرات التي تحيط بالمؤشرات، ولكن الرغبة في الكسب على حساب الحركة الرياضية للمؤشر أفقدت الصغار ممتلكاتهم.

السوق آخذ في الارتداد إلى مستويات مناسبة، ولكن حين نقرأ التحليلات لا بد أن نتعامل بحذر لأن هناك مستويات قمم يتذبذب حولها المؤشر وتتطلب الحذر حيث يبحث السوق عن تصحيح ضروري، فهو يصعد لاستكشاف محدد ليهبط مجددا إلى قواعد سعرية منطقية، ثم يعود إلى المسار الصحيح، وهكذا نصبح في خضم حركة تتطلب مزيدا من الحذر وعدم الانسياق وراء شهية الأرباح، لأنها في الحقيقة فخ يصنعه الهوامير لاصطياد الصغار.