"الهيلق" وصف شعبي ساخر يستخدمه الكويتيون تجاه نوعية خاصة من الشباب تتجول بيننا في مرافق الحياة!
إن أردت تعريفا محددا للمفردة ربما لن تجد، قد يذهب بك البعض لجذر المفردة التاريخي ويربطها بسنوات القحط و"الهلاك".
التعريف شبه المتفق عليه شعبيا أن "الهيلق" هم فئة من الشباب عديمي الذوق. عديمي الأسلوب. لباسهم ومظهرهم الخارجي سيئ. فوضويون في أشكالهم وتصرفاتهم. لا يردعهم حياء ولا عادات. تشاهدهم في الأسواق والتجمعات الشاطئية والملاعب والمعارض التجارية.
"الهيلق" ظاهرة في كل مكان. الفرق في التسمية.
قبل أيام شاهدت مجموعة من هؤلاء "الهيلق" ـ إن جاز لي استعارة المصطلح ـ جوار بوابة إحدى أسواق الرياض الشهيرة. لباسهم "ألوان شتى". أصواتهم مرتفعة. يتمازحون ويقهقهون بصوت مرتفع أمام البوابة. أعينهم كأنها كاميرات "ساهر"، ترصد كل "غزال" شارد أو وارد. وعلى الرغم من بشاعة اللبس والشكل وانعدام نظافة بعضهم إلا أن الثقة في النفس تلعب دورا حاسما و"ويلك يا اللي تعادينا يا ويلك ويل"!
لماذا أتحدث عن "الهيلق". قرأت أن إمارة منطقة الرياض طالبت المراكز التجارية بدخول العزاب. وعدم اقتصار هذا الأمر على العائلات. حسنا؛ هذا جميل، السماح للجميع بدخول الأسواق خطوة طبيعية ومطلوبة من زمان.
مفارقة مضحكة: في بلادنا الإنسان حينما يخرج من منزله أو مدينته فهو أعزب في نظر المجتمع. المكان الوحيد الذي يستطيع دخوله بأريحية هو منزله! نعم قرار إمارة الرياض جيد لكن، هل هناك اشتراطات معينة أم سيتم فتح الباب لكل شكل ولون؟! هل سيتم حفظ الذوق العام أم سيترك الجمل بحمولته تتخطفه أيدي "الهيلق" ودرباوية الأسواق؟!
هل سيتم ردع من يتجاوز الآداب العامة بقوة النظام قبل أن يفعل، أم سنعمل على ردة الفعل كالعادة؟! والسؤال الأخير: هل سنفرض السماح على المجمعات التجارية دون "دفتر قانون" واضح وصريح، كالمعمول به في أغلب دول العالم؟
هناك فرق بين أعزب وأعزب، القانون الذي يطبقه حارس الأمن عند البوابة، هو الذي يذيب الفوارق!