قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القوات الإسرائيلية والمستوطنين غير الشرعيين، يقومون بتشجيع من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بترويع السكان الفلسطينيين، وإشعال الوضع المتوتر والخطير أصلا في المنطقة.

وأشار في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وحصلت "الوطن" على نسخة منها، إلى أنه "على مدى الأسابيع القليلة الماضية، صعدت إسرائيل بشكل كبير انتهاكاتها ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة من خلال بناء المستوطنات، والتهجير القسري، والحرمان من الحق في الوصول والعبادة بالحرم القدسي الشريف، ومن خلال القمع العنيف للتعبير عن المعارضة لهذه الإجراءات غير القانونية والتدابير الاستفزازية".

وأضاف "بينما تدعو القيادة الفلسطينية إلى ضبط النفس، فإن حكومة نتنياهو تجعل الوضع المتوتر أصلا أكثر خطورة بإعلانها إنشاء عدة آلاف وحدة سكنية استيطانية جديدة، بما يعني اختيارها الاستيطان على حل الدولتين، والفصل العنصري على مدى المساواة والتعايش".وتابع الرئيس الفلسطيني "نكرر دعوتنا للمجتمع الدولي إلى مطالبة إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها القانونية، باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال، حماية السكان الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، ومحاسبة قواتها والمستوطنين العنيفين عن جرائمهم". وقال "إن رفض إسرائيل وضع حد لعنف المستوطنين المستشري ضد المدنيين الفلسطينيين هو سبب يوجب على المجتمع الدولي الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 ودعم الجهود الفلسطينية لتحديد موعد نهائي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. إن دعم هذه المبادرات هو استثمار في السلام المطلوب من أجل إنقاذ حل الدولتين من التلاشي".وجاءت الرسالة في وقت صعدت فيه الحكومة الإسرائيلية من انتهاكاتها ضد المواطنين الفلسطينيين وبخاصة في مدينة القدس، حيث دفعت بالآلاف من عناصر الشرطة إلى شوارع المدينة لاستفزاز السكان الفلسطينيين الذين تسرب إليهم الخوف من إقدام قوات الاحتلال على هدم 5 منازل لفلسطينيين في المدينة عقابا لسكانها على قيام أفراد منهم بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية.في غضون ذلك، أدى نحو 45 ألفا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد أن سمحت قوات الاحتلال لسكان القدس الشرقية والداخل الفلسطيني بالوصول إلى المسجد للصلاة، فيما منعت سكان الضفة الغربية من الوصول. وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي على أبواب البلدة القديمة وأزقتها ومداخل المسجد الأقصى، فيما احتجزت الشرطة الإسرائيلية الهويات الشخصية للمئات من المصلين الشبان لحين انتهاء الصلاة في المسجد. وخصص رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، خطبة الجمعة للحديث عن الممارسات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، معتبرا أنها سبب تأجج الأوضاع في المدينة، وداعيا من يتمكن من الوصول إلى المسجد الأقصى للقدوم إليه والرباط فيه.

وكان عشرات الفلسطينيين اشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز العسكرية الإسرائيلية على مداخل القدس بعد منع الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة.