أشاد رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم بمواقف المملكة العربية السعودية في مساعدة بلاده ضد الإرهاب، كاشفا أن وفدا سعوديا، سيزور بغداد في غضون الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا على تنفيذ اتفاق تبادل المعتقلين بين البلدين.

وقال معصوم أثناء لقائه عددا من الكتاب والأكاديمين والإعلاميين أمس في بغداد، إن المرحلة الحالية تتطلب بذل جهود جميع الدول المجاورة للعراق لمساعدته في مواجهة الإرهاب.

وقال في هذا الصدد "خلال زيارتي الأخيرة للمملكة ولقاء خادم الحرمين الشريفين، أبدى استعداده لتقديم الدعم للعراق في المجالات كافة، وأن جلالته ينظر للعراقيين كشعب شقيق يجب مساعدته لمواجهة الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها".

وكشف معصوم أن الأيام المقبلة، ستشهد وصول وفد سعودي إلى بغداد لاستكمال المباحثات المتعلقة بتطوير العلاقات بين البلدين، وفتح السفارة السعودية في بغداد، فضلا عن ملفات أخرى اقتصادية وأمنية".

وردا على مداخلة لـ"الوطن"، حول دور رئاسة الجمهورية في تنفيذ اتفاقية تبادل المعتقلين بين العراق والسعودية، قال فؤاد معصوم، إن "تطوير العلاقات لا بد أن يعتمد على إجراءات معينة، ورئاسة الجمهورية ستطرح على رئيس مجلس النواب رغبتها في المصادقة على الاتفاقية، ولا سيما أن الأمر يحمل أبعادا إنسانية. أما فيما يتعلق بالمدانين بارتكاب جرائم إرهابية، المحكومين بعقوبة الإعدام، ولم ينفذ الحكم، فلا ضير من نقلهم إلى بلدهم".

وفي معرض حديثه عن تجاوز أخطاء المرحلة السابقة وتراجع العملية السياسية، وبروز مظاهر التدهور الأمني، وتداعيات سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على محافظات عراقية، لفت إلى عقد اجتماع في الأسبوع المقبل بين الرئاسات الثلاث الجمهورية والحكومة والبرلمان، لوضع خريطة طريق لتحقيق الإصلاح السياسي، وتطوير الأداء الأمني، ومراجعة قرارات قضائية صدرت بحق شخصيات ومسؤولين لأغراض سياسية، والعمل على إقرار قانون العفو العام وإجراء التوازن الاجتماعي، لضمان تمثيل المكونات الوظائف المدنية والمواقع العسكرية".

وحول جهود فريق الرئاسة في تحقيق مشروع المصالحة الوطنية، لفت الرئيس العراقي إلى "تشكيل لجنة تولت إعداد جدول عمل عقد مؤتمر موسع في بغداد يدعى له القوى والشخصيات خارج العملية السياسية"، وأمل أن ينجز هذا المشروع بشكل يحقق نتائج إيجابية على الأرض، مشيرا إلى أن تجربة أقليم كردستان في مشروع المصالحة كانت ناجحة، أو كما قال "حققت أهدافها".

وفي شأن يتعلق بمحاولات أطراف سياسية إقرار قانون حرية التعبير المثير للجدل بين الأوساط الإعلامية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني، لما يتضمن من فقرات تصادر حرية الرأي، وتبنته حكومة نوري المالكي السابقة، رفض الرئيس العراقي تمرير مشروع القانون، وقال "سنقف ضده لأن إقراره لا يسهم في تطوير الديموقراطية في العراق".

واختتم الرئيس حديثه داعيا الإعلاميين إلى التخلي عن الخطاب الطائفي، وتكريس الجهود لتوطيد السلم الأهلي بين أبناء الشعب العراقي. لافتا إلى قرب إجراء مؤتمر موسع لتحقيق المصالحة الوطنية العراقية.

على صعيد آخر، أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، تحقيق اتفاق بين بغداد وأنقرة على تبادل المعلومات والتعاون العسكري، فيما أكد أنه بدأ العد العكسي لهزيمة "داعش"، مشيرا إلى أن حكومته ترغب في الانفتاح على كل دول العالم. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، عقد أمس في بغداد إن "تركيا طرحت فكرة تدخلها العسكري في العراق، وسنناقش الأمر مع القيادات الأمنية".

من جانبه، أكد أوغلو أن "داعش والإرهاب خطران على تركيا والمنطقة، وأن بلاده اتخذت إجراءات تمنع تدفق الإرهابيين إلى العراق". وكان أوغلو وصل إلى بغداد أمس على رأس وفد رسمي يضم نائب رئيس الوزراء، ووزراء الاقتصاد والتجارة والجمارك والداخلية والثقافة والسياحة، وعددا من المسؤولين والنواب، ومن المقرر أن تستمر الزيارة يومين، يبحث خلالهما أوغلو مع المسؤولين العراقيين ملفات سياسية وأمنية واقتصادية.