اتهم رئيس الحركة الشعبية لإنقاذ العراق عدي الزيدي، بعض سياسيي بلاده، من الطائفة الشيعية، بوضع جنوب العراق رهنا للإرادة الإيرانية، التي قال إنها مارست التعذيب بحق عراقيين، بعد حصولها على ما تريد. وقال الزيدي لـ"الوطن": إن الحلم الإيراني بالسيطرة على أراضي العراق، بات أمرا واقعا، وطالب المحيط العربي بعدم ترك العراق رهينة في أيدي "الصفوية" ـ حسب وصفه ـ متهما حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بـ"نهب ثروات العراق"، وسعيها لفك أزمة إيران الخانقة اقتصاديا.
اتهم رئيس الحركة الشعبية لإنقاذ العراق عدي الزيدي، إيران بالسعي جاهدة لإثارة نعرات مذهبية في الداخل الخليجي، من خلال إيهام أبناء الشيعة بأنهم لا يحظون بحقوقهم الشرعية، وتحاول استمالتهم إليها، كما فعلت مع أبناء جنوب العراق، وبعد أن حصلت على ما تريد مارست ضدهم أنواع التعذيب والقتل.
وأكد أن الوضع السياسي في العراق يعدّ الأسوأ منذ سنوات، وثبت للمواطن العراقي أن من جاء بهم المحتل بحجة إنقاذ العراق من حكم صدام حسين، ليسوا إلا صنيعة للمحتل، وغرضهم تجزئة وتقسيم العراق و"المؤسف أن سياسيي الشيعة وضعوا جنوب العراق كاملا تحت التصرف الإيراني، وسياسيي السنة مارسوا نفس الخطأ، وتركوا أهلهم بين مطرقة داعش وسندان الميليشيات، والشعب هو المتضرر بينما السياسيون يعيشون في المنطقة الخضراء ويتحكمون بخيرات العراق والشعب جائع ومهجر".
وحول استشراء الفساد في أجهزة الدوله قال: "الفساد أصبح ظاهرة وليس حالة. كان المواطنون في فترة ماضية يحاولون الحديث عن هذه الأمور في مجالسهم الخاصة، الآن الحديث أصبح في الطرقات، الجميع يتهم سياسيي الشيعة كنوري المالكي وزمرته، إذ إنهم نهبوا 80% من أموال العراق".
ويعدّ الزيدي ـ وهو أحد أبناء الطائفة الشيعية ـ الحلم الإيراني بالسيطرة على العراق أصبح واقعا، والناس في جنوب العراق ضاقوا من السيطرة الإيرانية على جميع تفاصيل الحياة، مؤكدا أن سياسة إيران تهدف إلى ما هو أبعد من العراق، مطالبا دول المنطقة بعدم ترك شيعة العراق بأيدي الدولة الصفوية.
واستبعد الزيدي أن يحكم العراق أي شخصية لا ترغب فيها إيران تحديدا، لأن الشخصيات الشيعية العراقية التي رفضت الخضوع لإيران تم تصفيتهم بأيد إيرانية كالشيخ كاظم العنيزان والشيخ فاروق الواقدي، والهدف هو تحويل العراق إلى أرض فارسية، مشيرا إلى تحكم الإدارة الإيرانية في الاقتصاد العراقي، من خلال فرضها للسلع التي توردها بجودة رديئة، وتمنع البدائل من السوق، علاوة على أن النظام العراقي، يصدر مليارات الدولارات، لفك أزمة إيران الخانقه اقتصاديا، وكذلك دعم الأسد في حربه ضد شعبه.
يأتي ذلك، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري توجه أمس، إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات الدولية مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة جنيفر بساكي، إن" كيري سيتوجه من باريس إلى فيينا للمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني".
وكان كيري الذي تسعى إدارته منذ أشهر للتوصل إلى توافق مع الإيرانيين، قد كثف المشاورات الدبلوماسية في لندن منذ مطلع الأسبوع، إذ التقى نظراءه: البريطاني والمصري والإماراتي والعماني.
وفي باريس وبعد لقاء مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، التقى نظيره الفرنسي لوران فابيوس.