من نافلة القول إن الأمير سلطان بن سلمان شخصية إدارية محبوبة لدى غالبية الأوساط في السعودية.. أستهل بذلك للتدليل على أن الإنسان لا يمكن أن يحظى بهذه المزية، في هذا المجتمع بالذات، لو لم يكن متواضعاً.

برز ذلك حينما علم الأمير بوجود شاب سعودي بسيط يعمل "سكيورتي" عند الباب ذاته الذي يدخل منه موظفو هيئة السياحة بمركباتهم الفاخرة.. الشاب يتحدث اللغة الفرنسية.. قام الأمير باستدعاء الموظف الصغير - وكأنه يقول: تلمسوا الموهوبين حولكم.. في مجتمعكم.. مدوا أيديكم نحوهم.. تواضعوا للناس من فضلكم - واجهه بالقنصل الفرنسي.. تيسر الأمر ليكمل دراسته في إحدى الجامعات الفرنسية.. وافق الشاب.. ذهب إلى هناك.. عاد حاملا درجة الماجستير.. طلب لقاء الأمير ليشكره.. فوجئ به يطلب منه العودة للحصول على الدكتوراه.. عاد الشاب مرة ثانية إلى فرنسا.. حصل على الشهادة.. أمس القريب عاد الشاب حاملاً الشهادة.. التقى بالأمير مجدداً.. فوجئ به يعرض عليه وظيفة مرموقة في الهيئة!

- يقول الدكتور خالد الزهراني - حارس الأمن السابق - لصحيفة عكاظ التي نشرت قصته: "والله إنني لم أكن أحلم بأكثر من وظيفة، لأفاجأ بدعم كبير جدا لأعود بعد 8 سنوات ومعي شهادة رفيعة من أرقى الجامعات الفرنسية، ولأعود أيضا وفي انتظاري وظيفة رفيعة في مؤسسة حكومية قوية ذات بيئة إدارية رائدة"!

- تذكرني عصامية هذا الشاب بعصام "الخارجي"، الذي "خرج" دون تاريخ يعتد به، إذ لم يكن سيداً في قومه، فأصبح ذا شأن كبير بعد أن كان حارساً عند باب النعمان ملك الحيرة.. قادته عصاميته وصبره واجتهاده لأن يصبح مضرب مثل.. اليوم تواصل الصحف المحلية - مشكورة - تقديم هذه الأيقونات المذهلة؛ لتثبت أن قيمة الإنسان تنبع من ثقته بنفسه، وإقدامه وصبره حتى يحقق ما يريد.