كل أمر جميل هو في ديننا، وكل أمر قبيح يأت بسبب البعد عن فهم هذا الدين الجميل بأخلاقه، وقيمه، ومعانيه.

البعد الذي يوجد الخلافات، والانشقاقات لتظهر معه المظاهر السمجة البلهاء، والتصرفات الفردية الحمقاء.

والرياضة بأنواعها، ممارسةً وتشجيعا، يجب أن تبقى وسيلة من وسائل التقوية، والوقاية، والترفيه، لا أن تتحول إلى تنافس بغيض، واحتقان يؤدي إلى تعابير نابية، وتصرفات غريبة، وسلوكات دخيلة على مجتمعنا الذي ينظر إليه الآخرون نظرة مختلفة لاعتبارات دينية تاريخية أصيلة، طالما ضرب من خلالها أبناء هذه البلاد المثل في قيم النبل والكرامة.

لقد صارت الرياضة ميدانا مشينا نرى فيه التفريط في الأخلاق، والإفراط في السب والشتم، والتنابز، والسخرية، حتى وصل الأمر إلى التشكيك في العقائد، والولاء للوطن، حين انجرف في التيار دعاة يرى الناس فيهم خيرا، بل إن حتى الأطفال صاروا يذرفون الدموع، ويعانون الضغوط بسبب الرياضة والكرة، وهذا ما سيجعل منهم أصحاب شخصيات هشة تبكي من أجل الترفيه!

بل طال الأمر رجالا صاروا يجبرون نساءهم على الجلوس معهم لمتابعة المباريات، والتشجيع، والفرح للفوز، والحزن للخسارة، جردوا المرأة من أدوارها في رعاية شؤون المنزل وأهله، ثم يقولون ما بال أقوام يهاجمون المرأة يريدون الإضرار بها؟!

صرنا نرى مشاهد خاطئة من الرياضيين، حين بدا بعض اللاعبين بتصرفات طائشة، وملابس قبيحة، وتقليعات منفرة لا تليق بمواطني هذه البلاد!

وصارت الجماهير تتبع كل هفوة، أو هزيمة تقع لفريق منافس من أجل الشماتة، والسخرية.

لقد أفسد التعصب الرياضي كل معنى جميل من معاني الرياضة بعد أن صارت الكرة في المجالس، والمدارس، والكليات، ووسائل التواصل دون احترام لمشاعر الآخرين ممن لا يتابعون الكرة، ولا يكترثون بها، بل وصرت تسمع من أجلها التهم، وإلصاق المعايب، وسماع الألفاظ النابية المرصودة!

إن إيجاد قانون رياضي يوضح كثيرا من أمور الرياضة وأخلاقياتها صار ضرورة مُلحة بعد أن بلغ الأمر وجود الخلافات، والانشقاقات، والمناحرات داخل الأسرة الواحدة بسبب الكرة!

الدولة ـ وفقها الله ـ تولي الرياضة عناية كبيرة من أجل الشباب، وذلك من خلال الأندية الرياضية التي اقتصر دورها على الألعاب دون الإسهام في المناشط الثقافية والاجتماعية التي من شأنها رفع مستوى الوعي لدى الشباب.

وعلى المسؤولين عن الرياضة يقع الحِمل الكبير في إيجاد هذا القانون، وعلى الإعلاميين الحرص على كشف الوجه الجميل للرياضة على أنها وسيلة للتنافس الجميل، والتقارب، والرفع من مستوى الشباب البدني والخُلقي، ومراعاة كل أفراد المجتمع ممن يشاهدون، أو يقرؤون، أو يستمعون، وعلى الرياضيين الالتزام بأخلاقنا وقيمنا، وبذل الجهد من أجل رفع اسم الوطن في هذا المجال، وعلى الجماهير الابتعاد عن التعصب، وحين تتضافر الجهود، سيعود للرياضة كثير من بريقها الخافت، ولذتها الغائبة، التي أفسدها التعصب.