أكدت مصادر إعلامية مقتل قادة ميدانيين من تنظيم "داعش" أول من أمس أثناء اشتباكات مع المقاتلين الأكراد في عين العرب. يأتي ذلك بينما واصل طيران التحالف الدولي شن المزيد من غاراته على مواقع التنظيم المتشدد.
فعلى صعيد الاشتباكات بين الطرفين، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 32 من عناصر "داعش"، بينهم قياديون في اشتباكات عنيفة جنوبي عين العرب. مشيراً إلى أن التنظيم اعترف في بيان بمقتل قيادييه أبو علي الأنصاري وأبو محمد المصري، بالإضافة إلى أبي محمد التونسي، مشيراً إلى أن هؤلاء قتلوا في الاشتباكات الأخيرة التي تركزت شرقي وجنوبي المدينة المحاصرة.
كما أضاف المرصد أن وحدات حماية الشعب الكردية أقرت من جهتها بمقتل أحد عناصرها في مواجهات مباشرة مع مقاتلي التنظيم جرت في محاور بمحيط المربع الأمني، وقرب سوق الهال، وفي حي الصناعة شرقي ووسط المدينة. وأضاف أن تنظيم الدولة استأنف فجر أمس قصف معبر مرشد بينار في الطرف الشمالي لعين العرب، في محاولة جديدة لقطع الإمدادات عن المقاتلين الأكراد وحلفائهم داخل المدينة.
في غضون ذلك، قال المرصد: "إن طائرات التحالف الدولي قصفت محيط المربع الأمني عندما حاول مقاتلو التنظيم التقدم نحو المعبر، مستغلين الطقس الغائم". كما نفذت غارتين في وقت مبكر فجر أمس على الأحياء الشرقية الخاضعة للتنظيم. وأضاف أنه في مقابل قصف التنظيم معبر مرشد بينار، قصف الأكراد الأحياء الشرقية لعين العرب. وتواترت مؤخراً أنباء عن تقدم للقوات الكردية في وسط المدينة، وفي الجهة الجنوبية منها. مشيراً إلى أن المقاومين الأكراد نفذوا عملية ضد قوة من التنظيم في الريف الشرقي لعين العرب على بعد أكثر من 10 كيلومترات من المدينة، عبر تفجير عربة للتنظيم أثناء مرورها مع ركابها مما تسبب في مقتل 5 من عناصر التنظيم.
من جهة أخرى، وثق المرصد السوري في إحصائية حديثة سقوط 1153 قتيلا في عين العرب منذ 16 سبتمبر الماضي، مشيراً إلى أن القتلى هم 27 مدنيا كرديا، بينهم من أعدموا على أيدي التنظيم، و398 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردية، و712 مقاتلا من تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم 23 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة في المدينة وريفها.
وعلى صعيد الوضع الداخلي في سورية، قالت مصادر إعلامية، نقلاً عن مصادر عاملة في المستشفى العسكري في مدينة حمص، إن مئات الجثث وصلت إلى المستشفى العسكري خلال الشهر الجاري، بعد اكتشاف مقبرة جماعية في منطقة "وادي صغير" بالقرب من قريتي تارين وكنيسة جراء انجراف التربة، بسبب السيول في ريف حمص الغربي. وأضافت أن قوات الأمن نقلت 381 جثة من وادي صغير إلى المستشفى العسكري القريب من حي الوعر منذ بداية الشهر الجاري".
وذكرت نقلاً عن مصادر طبية أن القتل تم بفترات زمنية مختلفة، فأغلب الضحايا يعود تاريخ وفاتهم لأكثر من عامين وبعضهم قتل منذ أشهر، مشيرة إلى تحول بعضها إلى هياكل عظمية، وأن أكثر الجثث لأطفال من الجنسين، وهي مهشمة الجماجم بفعل الضرب الذي تلقته بأدوات صلبة وحادة.
وأوضحت أن أغلب الجثث من أهالي حي بابا عمرو، حيث وجدت في بعض ملابس القتلى بطاقات شخصية وتعود لعائلات الجوري، ولويس، وزراعي، والخضر، والصبوح، وهي عائلات كانت تسكن حي باب عمرو الحمصي.