بعد أن خذلتهم الجهات المختصة وفجعتهم حادثة عبدالله، تطوع عدد كبير من شباب حي "كيلو 14" خلال اليومين الماضيين، لتغطية فتحات الصرف الصحي الموجودة في حيهم، وذلك بتأمين الغرف المكشوفة وإصلاح المتهالكة، حتى لا تقع حوادث أخرى في الحي ذاته.
وفي الوقت الذي برأ فيه المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي، إدارته من هذه المسؤولية، مشيرا إلى أنه صدر أمر عام 1422 نقلت بموجبه خدمات المياه والصرف الصحي إلى وزارة المياه التي أنشئت في ذلك الوقت، وبناء على القرار فإن خدمة الصرف الصحي وما يتبعها من خزانات الصرف لا تخص الأمانة بل من مسؤوليات شركة المياه الوطنية، أوضح نائب المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة المقدم وليد أبو سند، أنه ليس من اختصاصات الدفاع المدني الإشراف على فتحات خزانات الصرف الصحي للمنازل والأماكن العامة، وأن دورهم ينحصر في الإبلاغ عن أي حفر غير أمنة.
"الوطن" حاولت الاتصال بالمتحدث الرسمي لشركة المياه الوطنية بجدة خالد بادغيش إلا أنه لم يرد منذ أول من أمس، في حين أشار عدد من أهالي حي الكيلو 14 إلى أنهم رصدوا عددا كبيرا من مثل تلك الغرف التي كانت ستصبح مصيدة للأطفال، لولا أن تم تدارك الأمور عبر متطوعين قدموا مالهم وجهدهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقال عبدالله الشهراني إن هذه المبادرة جاءت من أبناء الحي بعد أن سمعوا بقصة الطالب عبدالله الزهراني "رحمه الله"، حيث قررت مجموعة من الأهالي أن يقوموا بحماية أبنائهم من كوارث مستقبلية، بعد أن أصبحت حفر الصرف الصحي مصائد للموت، وذلك نظرا إلى بقاء عدد كبير منها مكشوفا ومغطى بطرق بدائية، وأضاف الشهري أن تغطية هذه الحفر لا تكلف أموالا كبيرة، ولا جهدا مضنيا.
فيما أشار وليد السلمي إلى أن ما يقوم به أهالي الحي يأتي بعد أن تجاهلت الجهات المختصة، سواء أمانة جدة أو شركة المياه الوطنية، حفريات الصرف الصحي، وتركتها مفتوحة تلتهم في كل فترة ضحية من أطفالنا، خاصة مع الوضع المزري لتلك الحفر، التي ضاع دمها بين الجهات، فكل جهة تحمل المسؤولية للأخرى، بين ملكية خاصة، ومسؤولية لا يعلمون أي جهة تتحملها.
وكان سكان حي كيلو 14 رصدوا عددا كبيرا من غرف الصرف الصحي التي كانت في أوضاع سيئة في مواقع في الحي عدة، وعدد منها قريب من الموقع الذي سقط فيه عبدالله، وطالبوا الجهات المختصة بتحمل مسؤوليتها في هذا الشأن.