انتهت أمس المهلة التي منحها تنظيما الدولة "داعش" وجبهة النصرة للحكومة اللبنانية لتنفيذ طلباتهما قبل الإفراج عن العسكريين المخطوفين في بلدة عرسال البقاعية.

وشهدت العاصمة بيروت أمس توترا كبيرا، حيث يتخوف أهالي الجنود من إقدام التنظيمين المتطرفين على ذبح الأسرى، لذلك عمدوا إلى قطع الطرق، وإحراق إطارات السيارات، احتجاجا على عدم حدوث تقدم في هذا الملف، لا سيما بعد ما تردد من أنباء عن رفض الحكومة الإذعان لمطالب الخاطفين، مما يعني عمليا فشل الوساطة التي قام بها المندوب القطري.

وكان مصدر مطلع أكد أن سبب الرفض الحكومي يعود إلى قيام التنظيمين برفع سقف مطالبهما، فبعد أن كانا يطالبان بإطلاق 10 موقوفين من سجن رومية، طالبا بإطلاق سراح 15 في مقابل كل عسكري لبناني، كما أضافا شروطا أخرى، منها تأمين ممر آمن للمسلحين في جرود عرسال للانتقال إلى أماكن أخرى، وتسهيل سفر اللاجئين السوريين في عرسال إلى تركيا، وإقامة مخيمات لهم هناك، تجنبا للانتقام منهم بعد رحيل المسلحين عن المنطقة.

وكان عدد من المسؤولين والنواب البرلمانيين قد قاموا بزيارة أماكن المعتصمين، حيث تحدثوا إليهم وطالبوهم بفتح الطرق، مشيرين إلى أنه ليس بيد الحكومة إعلان موافقتها على مطالب المتشددين بعد تغييرها، وأنه لا بد من إجراءات قانونية تتيح للحكومة أن تتخذ خيار القبول من عدمه.

في سياق متصل، طالبت شخصيات لبنانية الحكومة بترحيل اللاجئين الموجودين في منطقة عرسال لتحقيق عدد من الأهداف، في مقدمها تأمين المنطقة والقضاء على حالة الانفلات الأمني، إضافة إلى الحفاظ على حياة هؤلاء اللاجئين في حال تجدد المواجهات العسكرية، كما حدث خلال الفترة الماضية. وقال عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سميح عز الدين، في تصريحات إلى "الوطن": "على الدولة اللبنانية القيام بدورها في ملف اللاجئين السوريين، حتى لا يتكرر انفجار آخر، سواء في عرسال أو أي مكان آخر. لا نريد أن نضع المواطن اللبناني في مواجهة المواطن السوري. ولا نريد إحداث فتنة بين الجانبين. فلماذا لا يتم إجلاء 120 ألف لاجئ سوري من عرسال بعد أن أصبحت منطقة متوترة، ووضعهم على نقطة حدودية من أجل إعادتهم إلى بلادهم أو ترحيلهم إلى الداخل اللبناني؟ فهذا التصرف يمكن أن يعيد عرسال إلى أهلها، وسيسمح للأمن اللبناني بكشف أي دخول مشبوه إلى البلدة، خاصة أن الجيش اللبناني يرى ضرورة عدم تكرار ما حدث في عرسال، بعد أن تعرف المسلحون على جغرافية المنطقة. ونحمد الله بأن الجيش اللبناني يخرج من كل معاركه منتصرا. على الرغم من أن البعض يريد الزج به في معركة لا تخصه. من هنا أشدد على ضرورة اتخاذ الدولة اللبنانية قرارات حاسمة في هذا الأمر، حتى لا يتحول لبنان إلى نقطة ملتهبة مثل البلاد الأخرى".