تخوف كثيرون على نادي الشباب بعد أن ترجل القائد القوي خالد البلطان عن الرئاسة، لا سيما أنه قدم نجاحات كبيرة وتصدى للأندية الجماهيرية وعزز من قيمة مدرج ناديه، وفي المقابل رحب الشبابيون بعودة (الخبير) الأمير خالد بن سعد الذي له بصمات ساطعة في مسيرة (الليث)، واكب هذه العودة بطولة من أول مباراة بكأس السوبر أمام النصر، لكن نادي الشباب تصدع تدريجيا حتى فقد الكثير من قواه على صعيد الفريق الأول لكرة القدم، وهنا توسعت دائرة المخاوف وارتفعت أصوات النقاد، ودب القلق في قلوب محبي الليث قبل أن يظهر الرئيس الخبير في مؤتمر صحفي ويعلن عن عدم التنازل عن أي نجم وفي مقدمتهم نايف هزازي الذي كان من آخر الصفقات الرابحة في عهد البلطان.

منذ بداية الموسم، بل في المعسكر الخارجي بدأت تصفية بعض اللاعبين ولا سيما الصاعدين ممن كان يتوقع لهم التألق، وتبع ذلك إلغاء عقد المدرب البرتغالي "مواريس" الذي كان يسير بتوازن وبشخصية حازمة، وتم التعاقد مع الألماني "ستامب" الذي درب أولمبي الهلال وحقق معه كأس الأمير فيصل بن فهد العام الماضي، ولكنه أيضا لحق بسلفه بعد (6) مباريات فقط..! وقبل ذلك استقال مدرب اللياقة الشهير عبداللطيف الحسيني الذي هب لدعم الفريق في مرحلة انتقالية.

ربما أن إبعاد "ستامب" قرار جاء في توقيت مناسب إذا كان فعلا أقل من الطموحات، ولا سيما أنه أضاع عددا من النجوم وفي مقدمتهم البرازليان رافينها وروجيرو، ولكن الأغرب أن روجيرو راح ضحية موجة إلغاء العقود رغم أنه كان من أفضل نجوم الدوري في بدايته. وفي هذا السياق ما زال الحديث قويا بأن نادي الشباب (قد) يبيع عقدي نايف هزازي وحسن معاذ قبل انتهاء فترة التسجيل، يقابل ذلك نفي قاطع من الأمير خالد الذي يعيش صراعا كبيرا ويواجه أمواجا عاتية، من خلال حديثه في برنامج (كورة) مع الزميل تركي العجمة، ملمحا إلى عوائق تفاجأ بها بعد تسلمه مهام الرئاسة، ومن بينها عقود غير موثقة..! وصفقات عوائدها مجدولة، والمداخيل ضعيفة جدا.

ولم يدن البلطان ولم يبرئه، كما أن البلطان لم يعقب وما زال بعيدا عن النادي، علما أنه حينما أعلن الرحيل أوضح أنه سيواصل عمله الاستثماري للنادي حسب اتفاقه مع الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان.

وبناء على ما سبق، فإن الأمير خالد بن سعد سيدخل دوامة كبيرة ما لم يحصل على المستحقات الواجبة الدفع من بعض الأندية ولاسيما الهلال والنصر والاتحاد بما يفوق الـ20 مليون ريال، ومن السهل أن يحصل عليها لأن الأندية المشار إليها لن تستطيع تسجيل لاعبين مالم تدفع الديون، علما أنه ملزم أيضا بتسديد المرتبات واستقطاب لاعبين أجانب ومدرب، بما يحتم توفر سيولة كبيرة.

هذه الفترة هي أقسى وأهم اختبار لـ(الخبير) خالد بن سعد لترميم الفريق الأول، مع عدم إهمال الأولمبي والفئات السنية بما يحقق معادلة الأجيال، وخصوصا أن الأمير خالد من أفضل رؤساء الأندية في فترة سابقة على صعيد تنشئة المواهب، وهذا ما ركز عليه بالمدرسة التي يشرف عليها الكابتن فؤاد أنور.

هناك من يرى أن عودة الأمير خالد غير جيدة في هذا التوقيت، ولكن الشبابيين يثقون فيه كثيرا كرجل أنقذ النادي في مرحلة عصيبة بمعاضدة المحب الكبير محمد جمعة الذي يعتبر أحد المؤسيين المهمين من خلال عمله النادر وتضحياته الخالدة.

وفي المقام ذاته، واكب عمل الأمير خالد تصريحات نارية ضد الحكام في بعض المباريات ولجان اتحاد القدم، إلى درجة مطالبته بـ(حل) اتحاد القدم..!

والآن من واجبه أن يستثمر فترة التوقف لإعادة حساباته على عدة أصعدة كي يستعيد الشباب قوته وشخصيته الفذة.