أهمية مجلس الشورى بالنسبة للمرأة السعودية تأتي من أنه إحدى القمم السيادية التي تعزز حضورها ودورها من خلاله، بما يمنحها طاقة أكبر للمشاركة في صنع القرار، وتأكيد جدارتها الفكرية والإنسانية التي تجعلها تعمل باجتهاد أكثر من أجل وطنها ومجتمعها، وذلك في إطار نموذج يعم جميع السعوديات ويؤهلهن لكثير من الاستحقاقات التالية لهذا التكليف والتشريف.

سعدنا جميعا بحدث تاريخي فارق في مسيرة مجلس الشورى خلال جلسته العادية الثامنة والسبعين مؤخرا، وفيها أعاد تكوين لجانه المتخصصة وتسمية رؤساء اللجان ونوابهم لأعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة، وتم للمرة الأولى في تاريخ مجلس الشورى انضمام سيدتين للجنة الشؤون الإسلامية والقضائية، هما الدكتورة لطيفة الشعلان والدكتورة خولة الكريع.

ذلك يعني كسبا هائلا في مسيرة المرأة السعودية، وهو باب من أبواب مغلقة كثيرة تفتح على مصراعيها بالتعاقب لتؤكد أن الواقع يتطور ويتقدم لما فيه صالح المرأة والمجتمع والوطن، ويعني فيما يعني انتصارا للمرأة السعودية وكتابتها للتاريخ بخط يدها وقوة فكرها ونشاطها من أجل خدمة بلادها.

الدكتورة الشعلان والدكتورة الكريع جديرتان بهذا التكليف الذي يمثل كل سعودية طموحة ومتوثبة وقادرة على صنع المستقبل ومشاركة في التطور بما وصلت إليه من مقامات رفيعة فتحت لها مسارات مستحقة.

ثقتنا بلا حدود في الثنائي النسوي الجميل الذي دخل تاريخ المرأة السعودية من أوسع الأبواب، فهما لهما حضورهما النشط في المجلس، يقدمان نموذج المرأة المتطورة التي تعمل بطاقة كبيرة تضيف إلى السجل التشريعي الكثير الذي يتناسب مع قدرات المرأة وطموحاتها وأهدافها في المشاركة في جميع مجالات البناء، ولا نهنئهما بقدر ما نهنئ أنفسنا بهذا الحدث التاريخي الذي يتصل مع مزيد من المكاسب النسائية التي تعيد للمرأة السعودية مفقوداتها في أدوارها التنموية التي تسهم في بناء الوطن بجانب الرجل.