يترقب الفلسطينيون اليوم كيف ستتعامل الحكومة الإسرائيلية مع اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى وما إذا كانت ستفرض قيودا على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد.

وقد سمحت الشرطة الإسرائيلية أول من أمس لجميع الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية والداخل الفلسطيني بالصلاة في المسجد، حيث أدى ما يزيد على 40 ألفا صلاة الجمعة في المسجد.بالمقابل منعت الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الصلاة في المسجد.وتواصل قوات الاحتلال قمعها للفلسطينيين في القدس الشرقية، حيث سلمت عائلة الشهيد عبدالرحمن الشلودي قرارا بهدم منزلها في حي سلوان في القدس.

وتتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشلودي بدهس إسرائيليين بسيارته في حي الشيخ جراح نهاية الشهر الماضي مما أدى إلى مقتل طفلة إسرائيلية وأجنبية متهودة من الإكوادور قبل أن يقوم حارس أمن إسرائيلي بقتله من مسافة الصفر.وأحيا الفلسطينيون أمس الذكرى السنوية الـ26 للإعلان عن استقلال دولة فلسطين وهم ينتظرون إلى الآن تجسيد هذه الدولة على الأرض وسط انسداد آفاق اتفاق مع إسرائيل وانفتاح آفاق المزيد من الاعترافات الدولية بالدولة على حدود 1967.وتقول دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، إن إعلان المجلس الوطني الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988 استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 "كان حلا وسطا فلسطينيا تاريخيا ومؤلما: قبلنا بقيام دولتنا على 22% فقط من وطننا التاريخي. ردت إسرائيل باستعمار المزيد من أرضنا وترسيخ سيطرتها على الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة". وأضافت "مع التلاشي السريع لإمكانية حل الدولتين فإنه يجب على المجتمع الدولي الآن أن يعمل بشكل حاسم من أجل إنقاذ حل الدولتين. إن اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين على كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 سيكون خطوة أولى مهمة".ومع ازدياد فقدان الفلسطينيين الأمل بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإسرائيلية التي يقودها المستوطنون الإسرائيليون فإن الأراضي الفلسطينية خلت من أي مظاهر ابتهاج وإنما فقط سؤال "متى ستقام الدولة على الأرض".وفي هذا الصدد تقول منظمة التحرير الفلسطينية "منذ إعلان الاستقلال الفلسطيني، عززت إسرائيل سيطرتها على دولة فلسطين المحتلة، بينما كنا نعمل على بناء دولتنا المستقلة، واصلت إسرائيل استعمارها لأرضنا، في عام 1989، كان هناك 189900 مستوطن إسرائيلي يعيشون في دولة فلسطين المحتلة، اليوم، فإن عدد المستوطنين الإسرائيليين يزيد على 600 ألف وقد أدى عدم مساءلة إسرائيل عن أفعالها إلى ثقافة الإفلات من العقاب التي تهدد بتدمير الأمل الأخير بحل الدولتين". وأضافت "إن خطوة واحدة فعالة يمكن للمجتمع الدولي أن يتخذها هي الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها ودعم المبادرات الدبلوماسية الفلسطينية مثل مشروع القرار في مجلس الأمن لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي، وكذلك قدرتنا على الانضمام إلى المعاهدات والمنظمات الدولية. وهذا سيوفر دعما إضافيا إلى حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين ويبطل أي محاولة إسرائيلية لتغيير الوضع الراهن لدولة فلسطين المحتلة".

وتابعت منظمة التحرير "يجب على المجتمع الدولي فرض حظر على جميع منتجات المستوطنات الإسرائيلية، سحب الاستثمارات من جميع الشركات المشاركة بشكل مباشر أو غير مباشر في الاحتلال الإسرائيلي واتخاذ جميع التدابير الممكنة من أجل مساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، عن الانتهاكات اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي".

وتتعاظم الدعوات في البرلمانات الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، حيث يرتقب أن يجرى تصويت في عدد من البرلمانات الأوروبية حول الاعتراف بالدولة بعد قرار السويد الاعتراف بهذه الدولة وتصويت البرلمان البريطاني لصالح الاعتراف.