اعتمد الشاعر الدكتور بسام الشيخ عطية في نصوصه التي عنونها بـ"خذلك بريك"، -أي خذ فاصلا لترتاح من ضغط الدنيا ومتطلباتها،- متوخيا بذلك سحب القارئ إلى مساحة بوح قريبة من النفس تشده لقراءتها، معتمداً في صياغته على مفردة غزلية تناسب الكل وتشدهم إليها، ومتابعة قوافيها لمعرفة مراميها ودلالاتها.

بصيغة أمر مخففة ومحببة، بدأ من العتبة الأولى بوح الشاعر، بـ"خذلك بريك".. مقتنصا الفرصة ليرصد ما به من شوق أرقه، في زمن فجائعي، من خلال قصيدة عشق يحسبها القارئ أنها لأنثى، يريد أن يتناسى ولو لثانية زمن اجترار المرارة لينادي بصوت المجنون أحبك، واختار لسان المجنون لينطق بالحكمة، من يقرأ نصه يقول إن الشاعر بسام، مترف بالعشق حتى الثمالة، وتصرّح قوافيه على الملأ بـ"نعم"، مغرق حتى الثمالة بدلالة ما كشفه النص من توحد والتصاق بمعشوقته إذ يقول:

"مجنون قالوا مجنون

أعرف أني مجنون

من يعشق مثلك كيف يكون".

فهو هنا يكتب اسم وطنه على صدره، جبهته، ويرسم خريطته في بؤبؤ العين ليراها العالم، صارخا بلسان المجنون الذي رُفعت عنه الأقلام، في زمن غياب العقل، قائلاً "لمعشوقته" المكان الأرض:

"من يكتب فوق الصدر أحبك

من ينقش فوق الجبهة اسمك

من يرسم في بؤبؤ عينيه وجهك".

" يكتب، ينقش، يرسم" بهذه المكونات أراد أن ترسم بدقة صورته الشعرية الفنية، بالكتابة، والرسم، والحفر، مدوناً تفاصيل وطنه وهويته التي يعتز بها، ليصرح علناً بالاعتزاز والانتماء، بشكل جميل وواضح، كتعبير عن الارتباط الحقيقي للمكان الذي رأى فيه النور للمرة الأولى.

الشاعر بسام ينقل بمدونة عشقه الخاص في الظاهر إلى العام، قصيدة عشق لوطنه الذي لم يبرحه في اليقظة والحلم.