أدت التدخلات الفنية والقراءة المثالية من قبل مدرب المنتخب القطري جمال بالماضي، أن يتفوق لاعبوه ميدانياً على لاعبي المنتخب السعودي في أغلب دقائق المباراة الافتتاحية لـ"خليجي 22" أول من أمس، إضافة إلى تهديد مرمى وليد عبدالله بالعديد من الفرص الخطرة التي لم يكتب لها النجاح، في الوقت الذي ظل مدرب المنتخب السعودي الإسباني "لوبيز" عاجزاً عن إيجاد الحلول التكتيكية في وسط الملعب تحديداً الذي فرض فيه لاعبو قطر هيمنتهم واستحواذهم على الكرة فيه.


لوبيز وأخطاء البداية

تسببت اختيارات "لوبيز" الغير مثالية لتشكيل "الأخضر" لمواجهة "العنابي" القطري، أن يعاني اللاعبون طوال المباراة من غياب الانسجام وتداخل الأدوار فيما بينهم خصوصاً في منطقة المناورة حينما استعان بالخيبري وكريري وكلاهما يقوم بنفس الدور، علاوة على مساندات الفرج تارة وتيسير تارة أخرى لمحوري الارتكاز ما جعل "الفوضى" هي سمة الأداء العام في هذه المنطقة المهمة التي استغلها لاعبو قطر كما يجب في الضغط على لاعبي المنتخب السعودي وفرض هيمنتهم طوال المباراة، ولم تسعف التبديلات المتأخرة التي أجراها "لوبيز" جراء تفوق المنافس وارتفاع الثقة لدى لاعبيه.


السعودي يرفض الهدية

لم يكن لهدف المولد الذي جاء في وقت مهم من الشوط الأول أي تأثير إيجابي يذكرعلى لاعبي المنتخب ومن خلفهم المدرب "لوبيز" بإعادة تنظيم منطقة الوسط تحديداً بعد التفوق الملحوظ في الشوط الأول لمصلحة منافسهم القطري، لذلك كانت المبادرات تأتي من مدرب قطر الذي أحدث تبديلين سريعين لم يتفطن لهما "لوبيز" حتى أدرك المنافس هدف التعديل واستطاعوا خلق العديد من الفرص الخطرة التي واجهوا فيها وليد عبدالله، ومن بعد حاول "لوبيز" التدخل إلا أن هذه التدخلات جاءت من باب التبديل فقط لاعب بلاعب دون أي تبديل تكتيكي يوحي أن هناك أدواراً تكتيكية يرجى منها تعطيل هذا التفوق القطري.





بالماضي "طمع" واقترب

في الوقت الذي أدرك فيه منتخب قطر تعديل نتيجة المباراة في أولى دقائق الشوط الثاني وتمكن لاعبو الوسط من السيطرة المطلقة على منطقة المناورة وذلك بالضغط على لاعبي المنتخب السعودي في مناطقهم واستخلاص الكرة منهم، ازدادت ثقة مدرب قطر وبحث عن الفوز حينما رمى بآخر أوراقه في منتصف هذا الشوط كادت أن تثمر عن فوز لو وفق المهاجمون في استغلال الكرات الانفرادية أمام مرمى المنتخب السعودي، وهنا نلحظ الفارق ما بين ما يقوم به بالماضي وجرأته الهجومية، وما بين توهان "لوبيز" وعدم سيطرته على زمام الأمور التكتيكية أمام المنافس.

علة "الأخضر" مستمرة

من المشكلات التي يعانيها المنتخب خلال المرحلة الماضية، هي عدم قدرة الدفاع وحراسة المرمى على التعامل مع الكرات العرضية وهذا ما حدث في هدف قطر الذي نجح فيه قلب دفاع "العنابي" إبراهيم ماجد من الارتقاء للكرة ووضعها في المرمى الخالي نتيجة أخطاء تراكمية من مدافعي المنتخب كانت البداية من الخروج الغير موفق من وليد عبدالله ومروراً بغياب الرقابة الصارمة من قبل عمر هوساوي وعدم مضايقة سلمان الفرج القريب من إبراهيم ماجد، وتبقى هذه المشكلة تشكل قلقاً لمحبي "الأخضر" خصوصاً والمنتخب مقبل على مشاركات أقوى.


الخطورة في رميات التماس

المعاناة التكتيكية التي عانى منها المنتخب السعودي في مباراة قطر وتحديداً في الشوط الثاني، جعلت الخطورة تنحصر في رميات التماس التي يجيد تنفيذها الظهير الأيمن سعيد المولد، خلاف ذلك لم تكن هناك خطورة تستحق أن نتوقف عندها في ظل حال "التوهان" وتباعد اللاعبين السعوديين عن بعضهم جراء تقارب الصفوف ما بين لاعبي قطر وارتفاع الروح المعنوية لديهم وكذلك الثقة طوال شوطي المباراة.