أبدت المرجعية السيستانية الشيعية العراقية ارتياحها لانفتاح بغداد على الرياض. وعدت زيارة الرئيس العراقي فؤاد معصوم، قبل أيام للمملكة، مكسبا وخطوة في الاتجاه الصحيح.

وقال ممثل المرجع الديني علي السيستاني في كربلاء، عبدالهادي الكربلائي، نقلا عن المرجعية، "إن التحرك الخارجي للدولة العراقية، لفتح صفحة تفاهم مع دول الجوار، يمثل مكسبا، وخطوة في الاتجاه الصحيح"، وتمنى في الوقت ذاته، بأن تنتهي المشاكل العالقة بالتوصل إلى حلول.

السيستاني الذي زاره معصوم قبيل زيارته للرياض بأقل من يوم، بدا مرتاحا للتغيرات التي شهدتها صفوف قيادات عسكرية كبرى في الجيش العراقي، ودعا في الوقت عينه، إلى السيطرة على الفساد في المؤسسات العسكرية، والإسراع بإقرار الموازنة العامة للدولة، حتى لا يصـيب الضـرر الجـميع -بحسب المرجعـية- بعد حملـة إقـالات أجراها رئيـس الوزراء حيدر العبادي، شملت عددا من كبار ضباط الجيش العراقي، الـذي واجـه انهيارا لافتا أمام تنظيم داعش في الموصل، ثاني أكبر محافظات العراق.

 




وسط أنباء عن تمكن القوات الأمنية العراقية، من تطهير معسكر هيت وجزيرة البونمر غرب الرمادي من عناصر تنظيم "داعش"، وكذلك استعادة القوات الأمنية السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية شمال بغداد والقريبة من أكبر المصافي النفطية، رحب ممثل المرجع الديني علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبدالمهدي الكربلائي بالإقالات والتغييرات العسكرية التي أجراها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، والتي انعكس أثرها على المواجهات ضد تنظيم داعش وانهيار منظومته الأمنية.

وقال ممثل السيستاني في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في محافظة كربلاء أمس: "نتمنى أن يكون التغيير في القيادات العسكرية خطوة لإصلاح المنظومة الأمنية كلها"، داعياً المسؤولين إلى "السيطرة على الفساد في المؤسسات العسكرية والإسراع بإقرار موازنة 2015، مؤكدا أنه "يجب على الفرقاء التعاون لإقرار الموازنة، لأن الضرر يصيب الجميع".

ورحب ممثل السيستاني بانفتاح العراق على دول الجوار في إشارة الى زيارة رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم إلى المملكة العربية السعودية، وقال إن "التحرك الخارجي للدولة العراقية لفتح صفحة للتفاهم مع الدول المجاورة يمثل خطوة صحيحة، نتمنى أن تحل بها المشاكل".

وكان مستشار محافظ الأنبار علاء ذويب الدليمي، قد أكد أمس أن القوات الأمنية تمكنت من تطهير معسكر هيت وجزيرة البونمر غرب الرمادي من عناصر تنظيم داعش بعد معارك عنيفة وبإسناد طيران التحالف الدولي، وقال في تصريح صحفي، إن "القوات الأمنية مستمرة في تطهير المناطق المحيطة بقضاء هيت غرب الرمادي"، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية وأبناء العشائر على استعداد كامل لتحرير هيت والمناطق الغربية وإنهاء وجود عناصر داعش في مدن الأنبار خلال الأيام المقبلة".

ومن جانبهم، قال ضابطان في الجيش العراقي وشاهد عيان إن القوات الأمنية باتت على بعد كيلومتر واحد من مصفاة بيجي -أكبر مصفاة نفطية في البلاد- لتقترب أكثر من أي وقت مضى من كسر حصار تنظيم "داعش" للمنشأة الحيوية، الذي بدأ منذ يونيو الماضي.

وأشار رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم إلى أن "القوات العراقية تمكنت أمس من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة بيجي التي تقع في نطاق المحافظة، بعد ما فر مسلحو "داعش"، وذلك بعد أكثر من أسبوعين من المعارك.

من ناحية ثانية، أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية بأن تسعة أشخاص سقطوا بين قتيل وجريح بتفجير عبوة ناسفة قرب محال تجارية، جنوبي بغداد، وقال إن "عبوة ناسفة انفجرت، ظهر أمس، بالقرب من محال تجارية في شارع المستشفى بقضاء المدائن، جنوبي بغداد، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة".

على صعيد آخر، صرح وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي أمس، أن الاتفاق الأولي الذي توصل إليه أول من أمس مع حكومة إقليم كردستان حول بعض القضايا العالقة المتعلقة بالنفط والموازنة، هو خطوة لحل خلافات كانت تهدد "الوحدة الوطنية". وتوصل عبدالمهدي خلال اجتماعه مع رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني في إربيل، إلى اتفاق على تحويل 500 مليون دولار إلى الأقليم، في مقابل وضع الأخير 500 ألف برميل من النفط يوميا في تصرف الحكومة المركزية.


هيجل: حملة التحالف الدولي ستتصاعد 

قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيجل، أول من أمس، إن حملة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" ستتصاعد مع تحسن أداء القوات البرية العراقية وكفاءتها.

ودافع هيجل عن استراتيجية واشنطن أثناء جلسة لمجلس النواب، قائلا: "مع استجماع الجيش العراقي لقواه، ستتسارع وتيرة الحملة الجوية لتحالفنا وشدتها جنبا إلى جنب".

ومن جهته، رأى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أن العراق سيحتاج لحوالى 80 ألف جندي ذوي كفاءة لاستعادة الأرض التي استولى عليها تنظيم "داعش" واستعادة السيطرة على حدوده مع سورية.