يعيش كاتب المقال الأسبوعي لحظات صعبة لاختيار الموضوع المناسب لطرحه ومناقشته وإبداء رأيه فيه، خصوصا عندما تكون الأخبار والأحداث متلاحقة ومتجددة ساعة بساعة وخاصة في المجال الرياضي، وتحديدا ما يحدث في كرة القدم السعودية.

يحاول الكاتب أن يتعايش المقال مع الأوضاع والقضايا الآنية ليكون مواكبا لما يجري حوله ومتفاعلا مع قضايا مجتمعه أولا بأول، دون المساس بالوقت المحدد لإرسال المقال للصحيفة.

في كرة القدم السعودية الأحداث متسارعة والأخطاء متراكمة والقرار ضعيف، وللأسف أقولها بمرارة ليتنا لم نستعجل الانتخابات ولم نورط أنفسنا في أمر يظهر لي أننا نحتاج سنوات طويلة لكي نستوعبه.

نعم كان بالإمكان أن ننتخب 25% من أعضاء مجلس الإدارة لمدة أربع سنوات ثم 50% لمدة مماثلة ثم 75% لمدة ثالثة ثم نقيم المرحلة ونعيد ترتيب الأوراق وننطلق الى الانتخابات الكاملة في غضون عشرين عاما.

نعم أعترف أخطأنا بالانتخابات الكاملة وبتشكيل الجمعية العمومية وبممارسة ديمقراطية كروية على "عكازين" اثنين وليس واحدا لأن ما يحدث اليوم يؤكد أننا نحتاج لفترة زمنية أطول في مرحلة التعيين، وأن يكون التحول تدريجيا برتم بطئ جدا حتى تستكمل كل المتطلبات الفكرية والثقافية والإدارية والإجرائية واللوائحية ليتم الانتقال إلى مرحلة الجمعية العمومية والانتخابات والممارسة الديمقراطية الفعلية في مجال لعبة كرة القدم.

أعتقد أننا استعجلنا كثيرا ورغبنا في التحول السريع من اتحاد بلا جمعية عمومية وبلا انتخابات حقيقية وبلا لوائح إلى أن نكون مثل الاتحاد الكويتي أو الإماراتي أو القطري من حيث الممارسة الديمقراطية واكتمال اللوائح في كافة أعمال وشؤون الاتحاد، ولن أقول الاتحاد الياباني أو الكوري فهؤلاء سبقونا كثيرا ولن أقول الاتحاد الألماني أو الإنجليزي أو الفرنسي لأننا لن نصل إليهم إطلاقا.

ما يعيشه الاتحاد السعودي لكرة القدم حاليا من ارتباك وفوضى سواء في علاقته مع جمعيته العمومية و"تدويل" القضية من خلال شركة ديلويت المتخصصة في الاستثمار والتسويق الرياضي والاجتماعات المتواصلة للجنة "فض الاشتباك" في اللجنة الأولمبية وآخرها الاجتماع الثالث أول من أمس، أو ما يحدث في قضية اختيار مدرب للمنتخب أو ما يحدث من بعض لجان الاتحاد يؤكد أننا بحاجة إلى مشرط "طبيب" حاد وحاسم يعالج كل هذه المشاكل.

المهم أن السيد كوزمين تراجع عن قرار رفضه لتدريب المنتخب السعودي بعد أن رفض اتحاد كرة القدم مطالبته بإلغاء جولة من مباريات كأس ولي العهد ونشكر الله على ذلك، لأنه لو قرر عدم الحضور اليوم لأوقعنا في حرج كبير ومشكلة ليس لها حل فالمدرب الوطني غير مرغوب فيه مع أنه الأفضل في تحقيق إنجازات لمنتخبنا الوطني والوقت أصبح ضيقا للبحث عن مدرب بديل لابن رومانيا "الشهم"، وقد نضطر للذهاب إلى أستراليا دون مدرب في حالة تحدث لأول مرة في تاريخ كرة القدم.

ما يحدث لكرة القدم السعودية إجمالا يحتاج إلى وقفة قوية وإعادة صياغة وتراجع عن بعض القرارات التي تسببت فيما يحدث الآن، ونحتاج للأشخاص المؤهلين للعمل في مجال كرة القدم فنيا وإداريا وتنظيميا، أما المنظرون الفاشلون والأشخاص الذين جاءوا لكرة القدم من السطوح ولم يعملوا في الأندية فلا خير فيهم ولا فائدة منهم وهم سبب رئيس لما نحن فيه الآن.