ليس للإرهاب دين ولا ملة، وليس له وجه للقاء الله والناس، وكما أن هناك من القتلة والمجرمين من يمثلون أنفسهم وأهواءهم، هناك من يمثل المذاهب الدينية، فأزلام القاعدة يعدون أنفسهم صوت السنة والمجاهدين في سبيل الله، وقتلة العوامية يرون أنهم خلفاء الحسين وقلب الشيعة الحي، وكلا الفريقين يحملان أجندة الذب عن المذهب وقتل أعدائه، وفي نهاية الأمر هناك شخص واحد يقف دوما في مواجهة الفريقين لإفشال مخططاتهم ويقتل دون ذلك، هو رجل الأمن.
وبحسب تقرير نشرته "عكاظ" أمس، فإن رجال الأمن السعوديين، بارك الله فيهم، أحبطوا 250 مخططا إجراميا خلال 11 عاما، وهذا رقم كبير مقارنة بالعمليات التي نفذت بشكل عام، وقتل من رجال الأمن 74 فردا وأصيب 657 فردا، وهذه أيضا أرقام مرتفعة مقارنة بعمليات مشابهة لها في دول أخرى، إذا اعتبرنا أن هناك دولا تعيش نفس الحالة.
الواقع يؤكد أننا نعيش حالة مختلفة وغريبة نوعا ما، فهناك أكثر من جهة وطيف يمارسون الإرهاب وترويع الآمنين، ومصدر الغرابة أنهم يمارسون ذلك باسم الدين، يختلفون في الأهداف ويتفقون في الطرق، ورجل الأمن هو البطل الوحيد في كل هذه اللعبة، فهو الذي يقف دون المدنيين للدفاع عنهم، ويكشف صدره للإرهابيين الذين ينتظرون اللحظة كي ينالوا منه لمجرد أنه رجل أمن، وهو ما حدث مع رجل المرور قبل أيام في العوامية، على الرغم من أنه لا ناقة له ولا جمل في المواجهات.
شكرا يا رجال الأمن البواسل، ورحم الله من دفع حياته ثمنا لاستقرار البلاد والعباد، قبل أن تتخطفها أيدي العابثين والملثمين ممن تعبأت عقولهم بالأحقاد على كل ما هو جميل ووطني، حتى المكان الذي ولدوا فيه ونشؤوا ليس لديهم أدنى مشكلة في تفجيره، ورجل الأمن هو الوحيد بيننا الذي يحاول منع ذلك.