اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس بتدمير المصالحة الوطنية، وارتكاب عمليات التفجير التي استهدفت مصالح لحركة فتح في غزة. وقال في خطاب لإحياء الذكرى العاشرة لوفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "يسألون عن الذي ارتكب جريمة تفجير منازل قادة فتح في غزة. وأقول إن الذين ارتكبوها هم قيادة حركة حماس، وهي المسؤولة عن ذلك، ولا أريد تحقيقا منهم". وأضاف "حماس تقول إن هذه التفجيرات من جماعة منفلتة، ولا أدري كيف يقع 15 انفجاراً في 5 دقائق ولا يعرف عنها شيء".

وكان مجهولون قاموا بتفجير منازل عدد من قادة حركة فتح في قطاع غزة، بعبوات ناسفة زرعت أمام منازلهم. كما طال الهجوم منصة الاحتفال التي كانت معدة لإحياء ذكرى وفاة عرفات.

في غضون ذلك، أكد عباس أنه سيذهب إلى جميع المنظمات الدولية الأممية، معاهدة روما ومحكمة الجنايات الدولية، في حال إخفاق المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن، وقال "ها نحن الآن نعد العدة للحصول على قرار من مجلس الأمن، يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، كما نعمل للانضمام إلى مختلف المنظمات الدولية، وبدأنا التوقيع يميناً وشمالاً لكن بكل عقلانية، وبدأنا بالذهاب للجمعية العامة، وهذا الشهر قررنا أن نذهب إلى مجلس الأمن، وإذا لم يحدث ما نرجوه، سنوقع على جميع المنظمات الدولية الأممية من معاهدة روما إلى محكمة الجنايات الدولية لنحمي شعبنا، ولن نهتم بالضغوط الكثيرة الهائلة التي خضعنا ونخضع وسنخضع لها".

وأضاف "لم تعد أرضنا الفلسطينية التي احتلت عام 67 بموجب قرار الأمم المتحدة الذي حصلنا عليه أرضاً متنازعاً عليها، لأن إسرائيل تحاول في كل وقت أن تفرض الأمر الواقع بالاستيطان غير الشرعي، ولو قامت بإيقاف الاستيطان اليوم فهذه ليست منة منها، ولن نقبل ببقاء المستوطنات، ونعتبر أن أول حجر بني في أرضنا حتى اليوم غير شرعي وغير قانوني وعلى إسرائيل أن تجتثه لتبقى أرض فلسطين خالية من هذا الاستيطان". وتابع "يخطئ قادة إسرائيل خطأ جسيماً إذا اعتقدوا أن التاريخ يمكن أن يعود إلى الوراء، وأنهم يستطيعون اليوم فرض الأمر الواقع، وتقسيم المسجد الأقصى زمنياً ومكانياً، كما فعلوا في غفلة من الزمن بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وسيتراجعون عن هذه الخطوة أيضاً، لأنهم بأفعالهم هذه يقودون المنطقة والعالم إلى حرب دينية مدمرة، فلا العالم الإسلامي ولا العالم المسيحي سيقبل في يوم من الأيام المزاعم الإسرائيلية بأن القدس لهم".

وبدوره قال القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي "اغتيال الرئيس ياسر عرفات كان قرار إسرائيل والولايات المتحدة، بعد حصار عسكري وسياسي متواصل، بهدف إجهاض انتفاضة الأقصى المباركة وضرب المقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني، والأمر لا يحتاج إلى لجان تحقيق تعمل لمدة 10 سنوات للوصول إلى هذه الحقيقة".