سوني شركة فنية عملاقة متعددة الجنسيات تقوم بإنتاج أفلام سينمائية وأعمال تلفزيونية، تعرضت خلال الأيام القليلة الماضية إلى اختراق خطير من قبل قراصنة الإنترنت، أدى إلى نشر عشرات آلاف الوثائق والمعلومات، من بينها مراسلات بين كبار موظفي الشركة إلى جانب معلومات تفصيلية عن الموظفين وأسرار لها علاقة ببعض النجوم مثل إنجلينا جولي وليوناردو دي كابريو، وكذلك نشروا سيناريوهات لأفلام مهمة ما زالت قيد الإنتاج، منها أهم الأفلام التي ستعرضها سوني العام القادم وهو فيلم جيمس بوند الذي يصور حاليا.

المثير في الأمر أن هذا الاختراق لم يربك شركة سوني أو صناعة الأفلام الأميركية فقط، بل أربك العالم بما فيه الإدارة الأميركية كلها، حيث أطلق أكثر من مسؤول كبير تصريحات حول هذا الاختراق، حتى وصل الأمر إلى أن يتحدث الرئيس أوباما في مؤتمر صحفي قائلا: "لقد تسببوا لنا في خسائر كبيرة، وسوف نرد بشكل مناسب بالطريقة والوقت اللذين نختارهما". مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي اتهم كوريا الشمالية بهذا الهجوم على إثر إنتاج "سوني" لفيلم ساخر عن زعيمها، بينما نفت كوريا تورطها في هذا الهجوم.

وصف جون ماكين هذا الاختراق بأنه "عمل حربي"، وطلبت على إثره الإدارة الأميركية من الصين المساعدة في تحجيم كوريا الشمالية وقدرتها على شن هجمات إلكترونية.

هذه الأهمية التي نالتها قضية اختراق شركة فنية لا تعود -بالتأكيد- إلى البعد المالي، حيث إن الخسائر في هذا الجانب قدرت بنصف مليار دولار، وهو ما تستطيع سوني أن تعوضه من فيلم واحد. ولكن السينما في أميركا هي ترسانة الأسلحة الناعمة، أحد رموز القوة في عالم اليوم الذي تتقاتل فيه الأمم بالصوت والصورة.