وليست المقررات وحدها المشكلة التي تستعصي على الحل في "وزارة التربية والتعليم"! هناك ـ مثلاً ـ مشكلة المباني، التي لم تعد قاصرةً على "أولى/ مطبخ"، و"سادس/ بلكونة"، بل تجاوزتها إلى المباني الحكومية، حيث أفادت التقارير الصادرة من "الوزارة" نفسها بالتعاون مع "ديوان المراقبة": أن 91% من المباني "الـ..ـحُـ.. ـكُـ..ـومِـ..ـيَّـ..ـة" غير صالحة للاستخدام البشري! ولولا "مدارس الأبناء"، التابعة للقوات المسلحة بوزارة الدفاع والطيران، ومدارس الهيئة الملكية "للجبيل وينبع"، لكانت النسبة 100%!

وهناك ـ مثلاً يعني ـ مشكلة "مافيا" المدارس الخاصة، التي تستعبد المعلمين والمعلمات بوظائف لا يزيد راتبها عن وظيفة "السيكورتي"! وتلغي عقودهنهم مع نهاية العام؛ ليكلا تدفع رواتب الإجازة، ليتقدموا من جديد، مع بداية العام الدراسي الطام! وكله تحت إشراف "وزارة التربية والتعليم"، التي طالما قلنا: إنها تعمل ضد منسوبيها على طول الخط!

وهناك ـ مثلاً يعني مثلاً ـ مشكلة "شهيدات الواجب"، وآخرهن ثلاث معلماتٍ قضين يوم الاثنين الماضي في طريق مدينة "ضبا"! والحل واضح كالشمس في "رابعة/ مقلَّط" النهار ـ لا تقولوا ما عندنا حلول ـ استناداً إلى وعد مدير شؤون المعلمات بالوزارة الدكتور/ "راشد الغياض"، إذ صرَّح الصيف الذي لم ولن يمضي: "أن الوزارة تدرس احتياجات المدارس لسدها بالمتقدمات بطلب النقل"! وقلنا ساعتها: إنها ستحقق بذلك "جميع الرغبات" لعشر سنوات قادمة! ولا يحتاج الأمر إلى "راشدٍ" ولا "غياض"، إذا عرفت حجم تكدس الطلاب والطالبات "الفياض" في المدن الكبرى؛ بسبب النقص "المزمن" في أعداد المعلمين والمعلمات! وقد اعتدنا "كليشات" الاعتراف بذلك مع أول أيام الدراسة، منذ عشرين عاماً! آخرها مطلع الأسبوع؛ حيث جاء على لسان "الغياض": أن الوزارة عيَّنت وتعاقدت مع نحو (24) ألف معلم ومعلمة، ومازالت المشكلة "حيةً تسعى"! ومع هذا لا تخجل من اشتراط تعهد عدم المطالبة بالنقل لمدة ثلا ث سنوات! ولا تخجل من اشتراط إثبات الإقامة لمن ترضى بِالهَمِّ خارج منطقتها! وبدل أن تفتح الباب على مصراعيه لطلبات النقل على "مدار الساعة"، لا تخجل الوزارة من إغلاقه بـ"الضَّبَّة" و"الديناصور"، وفتحه مرةً واحد فقط كل صيف، والمِنَّةُ على منسوبيها بعد! "وهذي شهور الصيف عنا قد انقضت"، "وراح الشتا/ وجانا شتا"!!

أما "الأفراد" المخلصون في الوزارة فيعرفون أننا نعرف: أنه ليس أمامهم إلا خطة جدتي "حمدة"، صاحبة السيارة "دوجٍ حمر والرفارف سود"، حين وجدت نفسها تائهة في بحر من الرمال بين "ساحوق" و"سويحيق"! فلم يكن أمامها، وقد شربت ماء "الراديتر" من الظمأ، إلا أن تواصل سيرها على غير هدى؛ حتى يأتيها الفرج، أوينفد الوقود و..يأتيها "الأفرج" منه! ونجت جدتي بـ"البَرَكَة"، التي غدت ـ في الوزارة ـ "بِرْكَةً" تدلل فيها "فقمتها" الرشيقة!