تجددت المعارك العنيفة بين متشددي تنظيم الدولة "داعش"، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة بقوات من البيشمركة والجيش السوري الحر في مدينة عين العرب على الحدود السورية التركية، بعد هدوء نسبي خلال اليومين الماضيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك اندلعت بعد أن شنت طائرات التحالف الدولي 4 غارات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة. وأشار المرصد إلى أن إحدى الغارات استهدفت مواقع للتنظيم في حدود ما يعرف بشارع 48 وسط المدينة؛ مما أدى إلى مقتل عشرات المتشددين.

إلى ذلك، أفاد المرصد بأن عدد القتلى في المدينة ارتفع إلى 1013 شخصا، معظمهم من مقاتلي تنظيم الدولة منذ بدء التنظيم هجومه على المدينة في 16 سبتمبر الماضي. وأضاف المرصد أن عدد القتلى في صفوف مقاتلي التنظيم بلغ 609 قتلى، و363 قتيلا من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن المدينة، إلى جانب 16 مقاتلا مواليين لها، ومتطوع سوري واحد قاتل معها، و24 مدنيا. وذكر أن الحصيلة هي لقتلى سقطوا في المعارك بمدينة عين العرب ومحيطها ولا تشمل مقاتلي تنظيم الدولة الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم بالمدينة وأطرافها.

وتشن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات على مواقع تنظيم الدولة بعد سيطرته على مناطق واسعة بالعراق وسورية في يونيو الماضي، وتمثل المعركة في عين العرب رمزا للحرب الشاملة ضد التنظيم منذ شنه هجوما على المدينة في 16 سبتمبر الماضي في محاولة للسيطرة عليها.

في سياق ميداني، قال المرصد إن الطيران المروحي ألقى فجر أمس برميلين متفجرين على منطقة دوار تادف ومنطقة أخرى في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما ألقى الطيران المروحي برميلا متفجرا على منطقة بقرية البويضة في ريف حلب الجنوبي، في حين دارت اشتباكات بعد منتصف ليل أمس بين الكتائب المقاتلة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني من طرف آخر، في حي العامرية جنوب حلب، ترافق مع قصف بعدة قذائف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي.

من جانبها، قالت شبكة مسار برس إن معارك شرسة تدور مؤخرا حول جسر زملكا قرب دمشق بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة السورية، بهدف السيطرة عليه على هذا الجسر الاستراتيجي.

وفي حين تؤكد قوات الأسد سيطرتها على الجسر، إلا أن أحد مقاتلي المعارضة برهن بالفيديو كذب النظام.

وما يزال مقاتلو المعارضة يصدون تقدم قوات الأسد باتجاه الجسر وبلدات المتحلق الجنوبي التي تدور فيها معارك كر وفر منذ أكثر من عام.

ولم تترك طائرات النظام ودباباته شبرا إلا وقصفته في محيط جسر زملكا، بهدف السيطرة على جسر زملكا في محاولة لقطع خطوط الإمداد على مقاتلي المعارضة.

إلا أن مقاتلي المعارضة يؤكدون أنه، وبرغم القصف والقنص الذي يتعرضون له يوميا من قبل قوات الأسد، إلا أن أوضاعهم في المناطق التي يسيطرون عليها ما تزال جيدة.

وتعدّ المعارك التي تدور حاليا في محيط جسر زملكا الأعنف منذ أكثر من عام. وبينما يستخدم النظام الأسلحة الثقيلة كافة في هذه المعركة، ما تزال أسلحة المعارضة الخفيفة والمتوسطة قادرة على عرقلة تقدم قوات الأسد على جسر زملكا الاستراتيجي.