أزالت السلطات الأمنية في العاصمة اليمنية صنعاء الخيام المتبقية في ساحة وسط المدينة شهدت مطلع عام 2011 أوسع انتفاضة شعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأطاحته من كرسي الرئاسة بعد 33 عاماً من الحكم، وأحكمت جماعة الحوثي المتمردة قبضتها عليها منذ نحو عامين بعد قرار اللجنة التنظيمية لشباب الثورة رفع خيام الاعتصام.
وقامت نهار أمس جرافات تتبع للسلطة المحلية بالعاصمة بحراسة مرافقة من قوات الأمن، بإزالة الخيام المتبقية في ساحة التغيير بحي الجامعة في صنعاء، والتي نصبت مطلع عام 2011 من قبل الطلاب والشباب الذين أوقدوا شعلة الثورة آنذاك على نظام حكم صالح، فيما تجددت المواجهات بين مسلحي الحوثيين والقاعدة في كل من البيضاء وإب، وسط البلاد.
وشوهدت الجرافات تقتلع المخيمات التي بناها المعتصمون منذ عام 2011 من الطوب والأسمنت، ترافقها قوات أمنية وأعادت القوات الأمنية فتح الطريق الرئيس المجاور لساحة التغيير بعد أربع سنوات من إغلاقه بسبب هذه المخيمات.
وتولت فرق من الإنشاءات وقوات الأمن كذلك فتح الطرق الفرعية المحيطة بساحة التغيير، وسط ترحيب من سكان الأحياء الذين تعرضوا لأضرار نتيجة الوجود الطويل للمخيمات.
في غضون ذلك، دارت أمس مواجهات دامية في منطقة خبزة التابعة لمدينة قيفة بمحافظة البيضاء، وسط البلاد، حيث أكدت مصادر محلية في البيضاء لـ"الوطن"، أن المواجهات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 من جماعة الحوثي وأربعة من عناصر القاعدة؛ فضلاً عن جرح آخرين من الجانبين.
وقالت المصادر إن المواجهات تجددت في هذه المنطقة بعد محاولة مسلحي اللجان الشعبية التابعة للحوثيين السيطرة على أحد الجبال الاستراتيجية المطلة على هذه المنطقة، التي تعد المعقل الرئيس لقائد تنظيم القاعدة نبيل الذهب الذي قضى الثلاثاء الماضي في غارة جوية، مشيرين إلى أن مسلحي التنظيم تصدوا لمسلحي الحوثي لمنعهم من السيطرة على هذا الجبل.
وقال مسؤولون محليون إن المواجهات توسعت إلى منطقة دار النجد الواقعة في ضواحي مدينة قيفة، مشيرين إلى أن الجانبين استخدما أسلحة متوسطة وثقيلة، بما فيها المدفعية.
وجاءت المواجهات غداة عملية انتحارية استهدفت المسلحين الحوثيين في مدينة رداع، وأعلن قادة في اللجان الشعبية التابعة للحوثيين إحباطها بعد توقيف عدد من الانتحاريين لدى محاولتهم التسلل إلى مركز يتجمع فيه الحوثيون وبحوزتهم عبوات ناسفة وأحزمة ناسفة، وأكد هؤلاء أن مسلحي اللجان الشعبية تمكنوا من محاصرة الانتحاريين وقتل ثلاثة منهم، مشيرين إلى أن أحد الانتحاريين فجر حزاما ناسفا بعد محاصرته من مسلحي اللجان الشعبية في محيط المبنى، الذي كان يؤوي عددا من مسلحي اللجان. وفي محافظة إب، سيطر مسلحو الحوثي أمس على منطقتي الأسلوم والأبعوم بمديرية العدين بعد مواجهات مع مسلحي القاعدة الذين فروا إلى مناطق مجاورة، مشيرين إلى أن القيادي في التنظيم علي عبدالله الأبعوني سلم نفسه للجان الشعبية من دون من مقاومة، بعد حصار مسلحي اللجان الشعبية منزله في المنطقة. وفي محافظة مأرب، شرق البلاد، قال مسؤولون محليون ووجهاء إن المسلحين الحوثيين استولوا أمس على معسكر تدريب تابع لقوات الجيش في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب واستولى المسلحون الحوثيون على هذا الموقع بعد اشتباكات محدودة مع قوات الجيش. وأكد المصدر أن اشتباكات جرت لما يقارب من نصف الساعة بين مسلحي الحوثي والجنود في البوابة، مشيرة إلى أنه أثناء تلك الاشتباكات سمع دوي انفجارات داخل المعسكر، وتمكن الحوثيون من الدخول والسيطرة عليه.