أثار وجود مصنع لصهر النفايات الطبية داخل مبنى مهجور كان يُستخدم مغسلةً للسيارات في المنطقة الصناعية بتبوك، الشكوك لدى المواطنين بعد ملاحظتهم عدم وجود لوحة رسمية للمصنع، إضافة إلى انبعاث رائحة صهر النفايات الطبية، الأمر الذي سبب لهم الاختناق جراء انبعاث الرائحة، إضافة إلى قرب موقع المصنع من معارض السيارات والورش.

"الوطن" قامت بجولة على المصنع والتقت بعدد من أصحاب معارض السيارات والتجار المحاذين لموقع المصنع، وذكروا بأن المصنع المشبوه يستخدم لصهر النفايات الطبية بعد وضع مواد كيمائية عليها وتصدر منه رائحة كريهة يوميا من بعد صلاة المغرب وحتى اليوم التالي.

وأوضح كل من جزاء العنزي، ومحمد ناصر البلوي، ومسلم فالح، ومعيض مشحن، وفوزي سليمان، بأن أكثر ما أثار الشك فيهم هو إغلاق المصنع بشكل دائم ودخول سيارات معينة للمصنع ثم يغلق بعدها الباب مباشرة، وتابعوا: "لاحظنا الخوف على العمالة التي تعمل في المصنع حينما نسألهم عن سر هذه الرائحة"، مشيرين إلى أن المصنع لا يحمل لوحة رسمية إضافة إلى وجوده داخل مبنى مهجور كان يستخدم كمغسلة للسيارات سابقا.

وأكدوا أنهم بصدد تقديم شكوى رسمية لأمانة تبوك والصحة؛ بسبب موقع المصنع الذي يجاور معارض السيارات والورش التي يرتادها المواطنون بشكل يومي، إضافة إلى الرائحة الكريهة التي تسبب لهم الاختناق وأضرارا بالصحة على حد قولهم، مبينين أن أحد العمال منعهم من دخول المصنع مرجعا السبب إلى أن الرائحة مضرة بالصحة.

وتابعوا: "أثرت تلك الرائحة على عملنا التجاري وبسببها قل عدد المواطنين الزائرين لنا"، لافتين أن عددا من عمال المعارض والورش لا يستطيعون النوم ليلا بسبب الرائحة، ومطالبين بتدخل عاجل لنقل المصنع من موقعه إلى منطقة غير مأهولة بالسكان ومحاسبة المتسبب.

"الوطن" تواصلت مع المتحدث الرسمي في صحة تبوك عودة العطوي، وذكر بأن الصحة غير مسؤولة وهناك شركة متخصصة ومرخصة تتلفها على مراحل، وأضاف: "دورنا فقط إلزام المستشفيات والمستوصفات بضرورة التعاقد مع تلك الشركة، مؤكدا بأن أمانة تبوك هي المسؤولة عن ذلك.

وبدورها "الوطن" تواصلت مع المتحدث الرسمي لأمانة تبوك إبراهيم الغبان، وبسؤاله عن نظامية موقع المصنع الذي يقع بجانب معارض السيارات والورش، خاصة أنه يصدر منه رائحة كريهة، إلا أنه لم يتجاوب على هذا التساؤل، واكتفى بقوله: يوجد ضوابط وخطوات لإتلاف النفايات الخاصة بالمستشفيات والمستوصفات والتخلص منها بطرق سليمة بيئيا.

وأضاف: "يتم التخلص منها باستخدام تقنية المايكروويف والأوتوكلاف والمحارق الصحية وتشمل ثلاث مراحل: النقل، التخزين، المعالجة عن طريق الحرق بأجهزة الأوتوكلاف والمايكروويف والتخلص النهائي من الرماد الناتج عن الحرق بدفنها في مردم النفايات بعد التأكد من ناتج الفحص النهائي للنفايات مع تحديد موقع المعالجة ضمن دراسة تقييم الأثر البيئي للمعالجة أو التخلص".