استمر أمس تدفق آلاف المعزين من مدن ومناطق المملكة ودول الخليج، إلى مخيم العزاء في قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، وقدموا تعازيهم في ضحايا الجريمة النكراء التي راح ضحيتها 7 أشخاص وأصيب فيها 12 شاباً بينهم فتاة، ليؤكدوا للعالم أجمع بأن مثل هذه الأعمال لن تزيد أهل هذه البلاد إلا لحمة وتكاتفا وتماسكا للوقوف في وجه كل من أراد المساس بأمن الوطن والمواطنين وبمقدراته.

وتوحدت انطباعات كافة أطياف المجتمع السعودي والخليجي على تجريم الحادثة، مؤكدين أن المجتمع في الأحساء متعايش منذ مئات السنين بنسيجه الاجتماعي المتنوع، واستنكروا تلك الجريمة البشعة التي تستهدف زعزعة أمن الوطن.

إلى ذلك، يجري وفد كبير من الأحساء حاليا الإعداد لزيارة منطقتي حائل والقصيم لتقديم واجب العزاء في شهيدي الواجب النقيب محمد العنزي بالقصيم، والعريف تركي الرشيد بحائل، حيث بدأ تأمين حجوزات الطيران والنقل بالبر إلى هاتين المنطقتين، ويتوقع أن تبدأ أولى الرحلات خلال الـ48 ساعة المقبلة، وستتابع الرحلات في الأيام المقبلة.

كما بدأت مجموعات متعددة من أبناء الأحساء، الذين يعملون في منطقتي القصيم وحائل، بزيارة عائلتي شهيدي الواجب في حائل والقصيم. وقال علي العبدالله، الذي يعمل في أمانة حائل، إنه استطاع الوصول إلى أسرة الشهيد الرشيد، وحظي بحسن الاستقبال والحفاوة وكرم الضيافة، وما كان من أسرة الشهيد، إلا أن بادروه بالشكر والتقدير على تقديم العزاء في ابنهم.

من جانبه، بين عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء الدكتور خالد الدنياوي، أن يد الإرهاب والإرهابيين تظل قاصرة مهما فعلت ومهما حاولت، واستهدافها لهؤلاء الناس الأبرياء ما هو إلا محاولات فاشلة لإثبات نجاحهم، بينما الواقع يقول إنهم يخسرون الحياة والآخرة، ثم إنهم على ما يبدو جاؤوا في المكان الخطأ باستهدافهم اللحمة الوطنية عبر بوابة حصينة هي محافظة الأحساء التي تربى أهلها على التآلف والتوافق والتلاحم، ولن ينجح هؤلاء الضالون في زعزعة أو تفريق صفوفنا المتماسكة قيادة وشعبا.

بدوره، قال أستاذ الثقافة الإسلامية بالأحساء الدكتور عبداللطيف الحسين: "لن يستطيع دخيل فتنة، وداع فرقة، ومؤجج خلاف أن يؤثر في النسيج الاجتماعي الصادق، كلا وألف كلا لكل حاسد وماكر وكائد لهذه البلاد الطيبة المتوحدة على الدين والولاية والخير والبر والاجتماع".

من جهته، شدد أستاذ الفقه في كلية الشريعة بالأحساء الدكتور محمد العقيل، على طلبة العلم والدعاة وأساتذة الجامعات والتعليم العام أن يقوموا بواجبهم ببيان خطورة الإرهابيين الخوارج المارقين الذين ما فتئوا يحاولون الإضرار بأمن هذه البلاد واستقراره، وتحذير الشباب والطلاب من التعاطف معهم، والسعي للعلاج ببيان العقيدة السلفية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة.

وبين رئيس قسم الشريعة في الأحساء الدكتور غازي المغلوث، أن القصد من وراء الحادثة هو إثارة الفتنة الطائفية، لكن خابت آمالهم وتفاجأوا بوعي وتماسك مجتمع الأحساء. فيما أشاد الدكتور عبدالله الحمدان بكل الشخصيات التي سارعت إلى شجب الجريمة داخل المحافظة وخارجها، ودعا إلى وضع قوانين تجرم خطاب التحريض والتأجيج المذهبي لتكون حامية لجميع المواطنين في بلدنا الحبيب.