الكتابة عمر مديد للفكرة، أداة توصيل المعنى والشعور، تحويل المعنى إلى شيء والشعور إلى أحرف والتفكير إلى كلمات.
الكتابة شجرة ثمارها الأفكار، والأفكار حين تنتقل عبر عين القارئ إلى عقله وشعوره فإنها تحفزه على الفعل، ومع تكرار الفعل يتحول إلى عادة، فتتشكل شخصية الإنسان من مجموع عاداته.
الفكرة في ذهن الكاتب خافتة، والقلم أداة إضاءتها، وحين نكتب فنحن نخفف من ثقل الذهن ونزيل شيئا مما تتمسك به الذات، حين نكتب فنحن ننظر لذاوتنا من الخارج، حين نكتب فنحن في الحقيقة نكتب لأنفسنا.. لنشعر بالأمان.. بالاطمئنان والسعادة.
الكاتب بقلمه يؤثر في العشرات أو المئات أو الآلاف أو حتى الملايين في زمنه وأزمنة بعده، فينطقون أو يتحركون أو يتغيرون ويغيرون!
الكاتب الحقيقي لا يهتم كثيرا لما يقال عن كتاباته، يتساوى عنده المدح والذم، وهذه تحتاج إلى ممارسة وتعب وتربية للذات، وهي مرتبة عالية صعبة، لكن هنالك من وصل إليها!
الكاتب الحكيم لا يكتب كل ما يعتقد ولكنه لا يكتب إلا ما يعتقد.
نكتب لننشر فكرة أو نشفي جرحاً أو نحكي حلماً أو نحذر من سلوك.. أجمل اللحظات حين نكتب عن فرحنا.. وأيضا عن حزننا وتجربتنا، فمجرد التعبير عن الرأي ضمان فعلي لصحة العقل وأناقة الذات.
كلما قرأنا أكثر كتبنا أكثر.. فالكاتب المؤثر هو في الأصل قارئ نهم، لأن القراءة بستان ثماره الأفكار. وعقل الكاتب يحلل الفكرة ويضيف إليها، فينتج فكرة جديدة أو يعبر عن شعور عميق.
أما القارئ الواعي فهو الذي لا يقيس قوة الكاتب بالصحيفة أو المجلة التي يكتب فيها، وإنما بنوعية ما يكتب!