في خطوة احتجاجية، أعلنت الحكومة الفلسطينية إرجاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء رامي الحمد الله وعدد من وزراء الحكومة اليوم إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر، وذلك بعد قيام مجهولين بتفجير منازل وممتلكات عدد من قياديي حركة فتح في قطاع غزة بعبوات ناسفة. وأدانت الهيئة القيادية العليا لحركة فتح "ما تعرضت له قيادات الحركة وكوادرها في قطاع غزة من اعتداءات منتصف ليل أول من أمس"، مؤكدةً أنها "تشكل سابقة خطيرة خارجة عن قيم شعبنا ومستهجنة ومرفوضة ولا يمكن السكوت تجاهها".كما اعتبرت الحكومة الفلسطينية في بيان هذا العمل الإجرامي "بعيداً عن أصالة مجتمعنا الفلسطيني وعن مفاهيمنا الوطنية، وخطيرا جداً على صورة الفلسطينيين، ويتعارض بشكل مطلق مع جهود القيادة وحكومة الوفاق الوطني في إعادة إعمار غزة، ودمج المؤسسات الوطنية، وإعادة بناء القطاع على صعيد الاقتصاد والصحة والتعليم ومختلف القطاعات التي تخدم أبناء شعبنا في غزة، وفي ظل الانتهاكات الإسرائيلية لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وتحريض الحكومة الإسرائيلية ضد القيادة الفلسطينية. كما يتعارض مع خطوات حثيثة تم اتخاذها لإنهاء الانقسام وإزالة آثاره الكارثية على المجتمع الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية".من جانبها، ألمحت حركة حماس إلى مسؤولية القيادي السابق في حركة فتح، محمد دحلان عن هذه التفجيرات، وقالت "ندين بشدة الحادث الإجرامي الذي استهدف بعض المنازل لفتح بغزة، وندعو الأجهزة الأمنية للتحقيق وملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة".
وعلى صعيد الوضع في الأقصى، استمرت أمس حالة الاحتقان التي يشهدها محيط المسجد المبارك، حيث منعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، كما أقامت الحواجز على بوابات البلدة القديمة في القدس، وانتشرت بكثافة في أزقتها وعلى بوابات المسجد، حيث أوقفت الشبان ودققت في هوياتهم. واستخدمت طائرة عمودية لمراقبة سير الأوضاع في ساحات المسجد الأقصى التي خلت من الشبان، الذين اضطروا لأداء الصلاة في الشوارع القريبة من البلدة القديمة.
وعلى الرغم من أن الصلاة في المسجد الأقصى انتهت دون مواجهات إلا أن اشتباكات دارت في العديد من أحياء مدينة القدس وبخاصة مخيم شعفاط، بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
في غضون ذلك، أكدت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني ضرورة استئناف مفاوضات السلام، مؤكدة أن للاتحاد دورا سياسيا يلعبه هنا أكثر من الماضي، ووصفت المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية بأنها "عقبة". وشددت في ختام اجتماعها مع وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان في مستهل جولة بالأراضي الفلسطينية وإسرائيل على أن هناك "حاجة لبعد إقليمي في عملية السلام وأن الاتحاد الأوروبي على استعداد للعمل في هذا الاتجاه". وحذرت من "مخاطر نمو التوتر في القدس وإذا لم نتقدم في المسار السياسي فإننا سنعود إلى العنف".