يبحث المنتخب القطري لكرة القدم عن استعادة طعم الظفر باللقب الخليجي الثالث له، عندما يخوض غمار "خليجي 22" في الرياض من 13 إلى 26 نوفمبر الجاري.
ورغم اهتمام القائمين على المنتخب بكأس آسيا مطلع 2015، فإن اهتمامهم بكأس الخليج لا يقل عنه مطلقا لسببين أساسيين:
الأول أن العنابي يسعى لاستعادة اللقب الذي لم يحققه منذ النسخة الـ17 في الدوحة 2004، خصوصا أنه لم يفز باللقب خارج أرضه، بعدما توج بطلا للمرة الأولى على ملعبه في النسخة الـ11 1992.
والثاني الرغبة في تعويض الإخفاقات التي طاردت المنتخب في النسخ الـ4 الأخيرة، التي شهدت خروجه من الدور الأول في 3 منها، ونجح فقط في بلوغ نصف النهائي في "خليجي 19" في عمان 2009 بفوز شاق وصعب على اليمن في الجولة الأخيرة، ومع ذلك لم يكمل المنتخب المشوار وخسر أمام عمان في نصف النهائي.
حضور منذ البداية
كان المنتخب القطري حاضرا منذ الدورة الأولى التي استضافتها البحرين عام 1970، وحل حينها رابعا وأخيرا، وسجل الهدف الأول للعنابي في البطولة الخليجية مبارك فرج من ركلة جزاء في مرمى البحرين.
وفي الدورة الثانية في السعودية 1972، بقي المنتخب القطري رابعا قبل البحرين الأخيرة من دون نقاط بعد أن ارتفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 5 منتخبات.
تحسن طفيف
في الدورة الثالثة في الكويت 1974، حسن العنابي مركزه وصعد للثالث بين 6 منتخبات بعد انضمام عمان، واختير محمد غانم الرميحي أفضل لاعب فيها. وبقي ثالثا في الدورة الرابعة التي استضافها 1976 وانضم فيها العراق أيضا ليرتفع العدد لـ7.
تراجع وقفزة
وفي "خليجي 5" في العراق 1979 تراجع منتخب قطر للمركز الخامس، واحتفظ بمركزه في الدورة السادسة في الإمارات عام 1982، قبل أن يحقق قفزة نوعية في الدورة التالية في عمان عام 84 حين تقدم إلى المركز الثاني خلف العراق وكان على وشك إحراز لقبه الأول، عندما تساوى معه برصيد 9 نقاط لكل منهما، فخاض المنتخبان مباراة فاصلة وفقا لنظام الدورة انتهت بالتعادل 1/1، قبل أن يحسم العراق الموقف بركلات الترجيح 3/2 ويفوز باللقب للمرة الثانية.
وفي "خليجي 8" في البحرين عام 1986، عاد المنتخب القطري ليحتل المركز الرابع، ثم تراجع إلى المركز السادس في الدورة التاسعة في السعودية عام 1988، قبل أن يعود ينتزع المركز الثاني في الدورة العاشرة في الكويت 1990.
لقب أول
وكان المركز الثاني دافعا للعنابي إلى المضي قدما والمنافسة على اللقب في الدورة الـ11 التي استضافها على أرضه وبين جمهوره، فكان على الموعد لانتزاع اللقب للمرة الأولى.
وحصل مبارك مصطفى على لقب هداف الدورة برصيد ثلاثة أهداف، كما اختير أحمد خليل أفضل حارس فيها، وكان هدف السعودية في المباراة الأخيرة الوحيد الذي دخل شباكه فمنعه من تكرار إنجاز حارس الكويت أحمد الطرابلسي الذي أنهى الدورة الثالثة دون أن تهتز شباكه.
وتراجع العنابي مجددا للمركز الرابع في النسخة الـ12 في الإمارات 1994. قبل أن يعود إلى المقدمة في الدورة التالية في عمان 1996، عندما حل ثانيا، واختير الحارس القطري يونس أحمد أفضل حارس في الدورة.
النتيجة الأسوأ
وكانت نتيجة المنتخب القطري في الدورة الـ14 في البحرين 1998، الأسوأ له في تاريخ مشاركاته في دورات كأس الخليج عندما حل سادسا وأخيرا.
وكان "العنابي" قريبا جدا من اللقب في "خليجي 15" في الرياض عام 2002 حين وصل إلى الجولة الأخيرة الحاسمة متقدما بالنقاط عن جميع منافسيه، وكان بحاجة إلى تعادل فقط مع نظيره السعودي، وليس هذا فقط، بل إن التعادل كان مسيطرا حتى ربع الساعة الأخير قبل أن يسجل أصحاب الأرض الفوز 3/1 تاركين للقطرين المركز الثاني، وفي "خليجي 16" في الكويت عام 2004، حلت قطر ثالثة.
لقب ثان
في النسخة الـ17 في الدوحة 2004، عاد العنابي وتوج باللقب الثاني له، بفوزه على عمان في النهائي بركلات الترجيح 5/4 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي 1/1. وفي الدورة الـ18 في أبو ظبي مطلع 2007، خرج المنتخب القطري من الدور الأول، وفي "خليجي 19" في مسقط 2009، تأهلت قطر إلى نصف النهائي، ثم سقطت أمام عمان في نصف النهائي. في "خليجي 20" في اليمن 2010، خرجت قطر من الدور الأول، ولم تكن نتيجة المنتخب القطري أفضل في النسخة الأخيرة مطلع عام 2013 في المنامة، حيث خرج العنابي من الدور الأول أيضا.
تفاؤل بـ"بلماضي"
ورغم صعوبة المهمة في النسخة الجديدة التي ستنطلق الخميس المقبل، خصوصا في الافتتاح أمام المنتخب السعودي صاحب الأرض والجمهور، فإن هناك حالة من التفاؤل تسيطر على الشارع الكروي القطري للعديد من العوامل والأسباب منها التشكيل الجديد الذي يخوض به المنتخب منافسات "خليجي 22"، الذي يعتمد على عدد كبير من اللاعبين الذين حققوا لقب غرب آسيا في ديسمبر الماضي، إلى جانب وجود مجموعة من أصحاب الخبرة كوسام رزق وبلال محمد وقاسم برهان وإبراهيم ماجد وحسن الهيدوس وماجد محمد، لكن المنتخب القطري سيفتقد أحد أبرز لاعبيه صانع ألعابه خلفان إبراهيم بسبب الإصابة في الركبة التي تعرض لها قبل أيام في مباريات الدوري المحلي.
ويغيب أيضا المهاجم سيباستيان سوريا، الذي فضل المدرب الجزائري جمال بلماضي عدم ضمه، وقلب الدفاع دامي تراوري للإصابة.
في المقابل، يعود إلى صفوف المنتخب القطري لاعب الوسط كريم بوضيف ولاعب الوسط المهاجم بوعلام خوخي بعد شفائهما من الإصابة، ويعتبران من أبرز اللاعبين الذين ساهموا في الفوز ببطولة غرب آسيا.
ويعد تولي بلماضي مهمة تدريب المنتخب من أسباب التفاؤل القطري كونه المدرب الذي أعاد البطولات إلى قطر من خلال غرب آسيا، وما يزيد من حالة التفاؤل في الشارع القطري الكروي فترة الإعداد الجيدة التي خاضها المنتخب حتى الآن وتحديدا منذ مايو الماضي، والتي شهدت خوض العديد من المباريات الودية القوية وصلت إلى قمتها في أكتوبر الماضي بلقاء أستراليا وأوزبكستان، قبل أن تختتم بلقاء كوريا الشمالية أمس في الدوحة.
ولم يكتف المنتخب القطري بتغيير استراتيجيته في الإعداد وبنوعية المباريات الودية، بل نجح في تقديم مستويات فنية جيدة ومختلفة ومغايرة لما كان يقدمه في السابق، ما يزيد من مساحة الأمل لدى جماهيره بالمنافسة القوية على اللقب الخليجي.
10 وديات تعد العنابي
وخاض المنتخب القطري منذ مايو 10 مباريات ودية، حيث بدأ بالتعادل السلبي مع مقدونيا ثم التعادل 2/2 مع إندونيسيا، والفوز على فريق محترفي الدوري السويسري 2/صفر، والخسارة أمام ملقة الإسباني 1/4، اتبعها بالتعادل مع نظيره المغربي بالرباط سلبا، والخسارة أمام البيرو بالدوحة صفر/2.
وفي آخر مبارياته الودية الشهر الماضي فاز على أوزبكستان 3/صفر ولبنان 5/صفر وأستراليا 1/صفر، وهو ما زاد من التفاؤل والارتياح، لاسيما وأن مشكلة التهديف كانت أكبر المشاكل التي تواجه المنتخب القطري قبل تولي بلماضي المسؤولية، وفي نفس الوقت لم تهتز شباكه خلال اللقاءات الأخيرة سوى بهدف أمام كوريا الشمالية التي حقق فيها الفوز أيضا 3/1.
وشكلت مواجهة كوريا الشمالية اختبارا مهما لاختيار القائمة النهائية التي ستشارك في كأس الخليج. حيث قلص بلماضي القائمة الأولية التي ضمت 35 لاعبا إلى 26، ومن المرجح أن تكون القائمة النهائية لـ"خليجي 22"، رغم غياب سيباستيان سوريا أحد أبرز مهاجميه، الذي أكمل أمام أستراليا مباراته رقم 100.