سأبدا بأمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم التي يقودها أحمد الخميس (الأمين العام)، ولكنها – وللأسف الشديد – لم تواكب النقلة التي نتوق إليها تنظيميا وتفاعليا وتطويريا، وعلى الرغم من الإجماع على كفاءة أحمد الخميس الإدارية إلا أنه لم يتفاعل بما يعزز من قيمة العمل والتعامل في مركز حيوي ظل رهينة البيروقراطية والدكتاتورية والمركزية والاجتهاد وعدم الشفافية منذ الأزل. وعلى الرغم من التغير الكبير (بانتخاب) مجلس اتحاد القدم وضم أحمد الخميس بالتعيين كما هو النظام إلا أن المشاكل تتفاقم، بسبب ضعف (التواصل) مع الأندية والإعلام للتلاقي في نقطة الضوء المشع للمستقبل، ليس أيسر ولا أبسط ولا أهم من التواصل من قبل أهم محور عملي في اتحاد القدم. لكننا ونحن على مشارف السنة الثالثة لاتحاد القدم المنتخب، لم نشعر بتحسن أو تطور في أمانة الاتحاد، والانتقادات تتوسع حيال عملها يوما عن آخر.

وأحمد الخميس الذي أعرفه جيدا وأتواصل معه وأستفيد من فكره وفهمه اللوائح، للأسف الشديد لم يحقق نسبة مقنعة من نجاح التخطيط على (أرض الواقع).

وفي اجتماع اتحاد القدم (الطارئ) قبل أسبوعين تم الإعلان عن تكليف لجنة برئاسة الدكتور عبداللطيف بخاري لتقييم عمل الأمانة ودعمها بثلاثة كوادر بصلاحيات مختلفة تقلل من (المركزية) الطاغية التي يتعامل بها الخميس.

آخر الشكاوى من نادي الشباب متذمرا من عدم التجاوب مع خطاباته بشأن قضية نايف هزازي، وقبل ثلاثة أسابيع كان نادي التعاون يشتكي من (تطنيش) خطاباته بشأن مباراته المؤجلة مع الهلال، وهنا أقف وأقول: هل يصعب على الجهة المختصة الرد على خطابات استفسارية أو استفهامية أو حقوقية للأندية؟ نأمل أن تصيب لجنة التقييم بما يطور عمل الأمانة دون تسويف، وهذا هو الأهم.

أما (نزاع) النصر والشباب (الهامشي/الاستفزازي) على الجهة الشمالية من الملعب حينما تكون المباراة في ضيافة الشبابيين، فإنه يتكرر للسنة الثالثة، وهو مرتبط بما بدأه خالد البلطان رئيس نادي الشباب السابق دون جدوى، ثم الأمير خالد بن سعد الرئيس العائد لقيادة إدارة الليث.

الشبابيون يظهرون آخر 72 ساعة قبل المباراة مطالبين بهذا (الحق)، كما يؤكدون، مثلما في نظام الاتحاد الآسيوي وتوصي به رابطة المحترفين، والنصراويون يطالبون بتطبيق النظام على الجميع وأن يكون الأمر واضحا منذ بداية الموسم.

شخصيا لست مع الاثنين، فلا شمال الملعب ولا جنوبه لدكة البدلاء وغرف اللاعبين، من يمنح التفوق أو يجلب الخسارة للمنافس، وحتى على صعيد المناكفة التنافسية ليس ذا قيمة مؤثرة.

وفي الوقت ذاته قد أذهب مع الطرفين في تبريراتهما، لكنني أستغرب وأستنكر وأدين اتحاد القدم في (ضعف) تعامله مع سن اللوائح وتطبيقها، فإن كانت مسنونة فتلك كارثة وإن لم تكن فالكارثة أعظم. والأسوأ أن يبقى اتحاد القدم صامتا أمام قضايا تثار ويلوكها الإعلام ويتناطح حولها الجمهور بلا هوادة، فتتوسع دائرة الاتهامات واستجلاب المؤامرات.

وللإحاطة تيقنت أن رابطة المحترفين تمرر المعلومات والمقترحات بما يتسنى للجنة المسابقات وغيرها التوصية بها لإقرارها في اللوائح. وهنا نلقي باللوم على مجلس اتحاد القدم في عدم التصدي لمثل هذه المغالطات. ونأمل أن يأخذ بالمقترحات والانتقادات في لوائحه وعمله وتعاميمه وردود فعله بما يقوي وجوده ويزيد في مكانته وقميته.

ونأمل من الأندية أن تكون اعتراضاتها وردود فعلها في أي قضية بما يمليه النظام وليس بالأهواء والأمزجة والتصادم.

* يوم أمس، أكثر من قمة ومباريات قوية وتنافسية في أربع مدن، مبروك لمن فاز وتقدم، وحظا أوفر لمن تعثر وتقهقر.