أظن أنه لو كان هناك قياس دقيق، لنسبة مشاهدة القنوات الفضائية العربية كلها في الأيام العشرة الفائتة، لما وجدت رقما أعلى من عدد مشاهدي حلقة برنامج "بدرية"، الذي تقدمه الإعلامية المتميزة بدرية البشر، التي استضافت فيها الشيخ أحمد الغامدي، وفجّر فيها قنبلة الموسم بظهور زوجته كاشفة الوجه معه في الحلقة ذاتها، ومن فاتته الحلقة لم تفته الإعادة، ومن فاتته الإعادة شاهدها على اليوتيوب، مما جعل ظهور الشيخ مع زوجته حديثا للشارع السعودي، أنساه قضايا أخرى متزامنة ومصيرية جدا، أهمها انخفاض أسعار البترول.

الحلقة رسمت وشعّت هالة ضوئية كبيرة، حول برنامج بدرية البشر، ولا أبالغ إن قلت إن تلك الهالة شملت بدرية البشر نفسها، رغم أنها معروفة من قبل، لكن المستفيد الأكبر كان اسم البرنامج.

الظهور الذي كسر العصا وقطع الحبل، بين تيارين كبيرين في المجتمع السعودي، هما الليبراليون والمتشددون، وزاد من الجفوة والقطيعة بينهما، وعمّق بينهما التناحر، أظهر لنا نتيجة واضحة تقول باختصار شديد: لم يعد هناك شيء اسمه مراعاة الثوابت والعادات المجتمعية فيما يتناوله الإعلام، من قضايا تتماس مع المجتمع وخصوصيته، التي كان حولها الكثير من الدوائر الحمراء، رغم أن الـMBC متحررة من الأساس، لكنه عمّق هذا المفهوم في ذهنية المجتمع، وغيّر ربما نظرة هذا المجتمع إلى الإعلام.