"العربية ويوتيوب يفتحان الباب أمامكم لتوجهوا ما ترغبون به من أسئلة إلى كبار المسؤولين العراقيين"، بهذه العبارة يطل الزميل طاهر بركة، داعيا جمهور المشاهدين، إلى اغتنام ما أسماها بـ"الفرصة النادرة"، التي منحتها "العربية" لمتابعيها، للتواصل مع كبار القادة العراقيين.
فكرة التعاون بين "العربية"، و "يوتيوب"، فكرة عملية، إلا أنها فضلا عن تأخرها، جاءت ناقصة، غير مكتملة، وبعيدة بأشواط عما وصل له "الإعلام الجديد"، خصوصا أن هذا النوع من التواصل، هو من أبجديات وأوليات الإعلام التفاعلي، القائم على صناعة مشتركة للحدث والخبر، بحيث تمحى المسافات والحدود بين وسيلة البث والمتلقي.
النافذة التي شرعتها "العربية"، تتمثل في أن بإمكان المتابعين طرح الأسئلة الكتابية، باللغتين العربية والإنجليزية، وهي نافذة لا يتعدى حجمها "خرم إبرة"، خصوصا وأنها تطلُ من منصة وسائط متعددة، تتخذ من مقاطع "الفيديو" منتجا أساسيا لها، لذا كان من الأجدى، فتح المشاركات عبر "الويب كام"، وعدم قصرها على أسئلة مكتوبة، يمكن توجيهها عبر الإيميل!. التفاعل بين الوسائط المتعددة، هو القاعدة التي انطلق منها برنامج "نقطة حوار"، على شاشة BBC العربية، الذي يتناوب على تقديمه عدد من الصحافيين، أبرزهم اللبناني سمير فرح، مازجا بين: الإنترنت، والتلفزيون، والموبايل، والراديو. فأنت كمشارك تستطيع أن تسجل حضورك عبر التعليق على موقع المحطة الإلكتروني، ويمكنك إرسال مشاركتك برسالة قصيرة من هاتفك المحمول، أو عبر مقطع فيديو مصور بـ"الويب كام"، أو الهاتف المحمول، وفي ذات الوقت، عندما تكون مشاركا بصوتك عبر الهاتف، فإنك لا تبدي رأيك وتترجل ذاهبا، وإنما تدخل في حالة حوارية مع المقدم ومع المتصلين الآخرين، ناسجا شبكة واسعة من التفاعل، وهو ما استطاع البرنامج النجاح فيه، متفوقا على البرامج التفاعلية الأخرى، كـ"منبر الجزيرة"، الذي تعرضه قناة الجزيرة الإخبارية.
هذه الحوارية المشتركة، التي يقدمها "نقطة حوار"، هي ما يجب على "العربية" الاستفادة منها، في محاولة إطلالتها من شرفة "يوتيوب"، لأنه لا يكفي أن يكون لك حساب على "تويتر"، و"الفيسبوك"، وآخر على "فلكر"، و"يوتيوب" لكي تمتلك منصة وسائط متعددة، في الوقت الذي تتعامل فيه معها بعقلية كلاسيكية، لا تنتمي لأبجدياتها النظرية والعملية.