يومان يفصلانا عن إعلان ميزانية 2015 التي قال عنها وزير المالية إبراهيم العساف "أنها ثمرة سياسة مالية واضحة تسير عكس الدورات الاقتصادية بحيث يستفاد من الفوائض المالية المتحققة من ارتفاع الإيرادات العامة للدولة..إلخ.. إلخ".

كلام وزير المالية ـ رغم أهميته ـ إلا أنه لا يلقى اهتمام معظم المواطنين الذين يترقبون ما يمس "جيبوهم" بشكل مباشر. وجولة سريعة على صوت الناس في "تويتر" كافية تكشف ذلك.

يقول أحدهم "الميزانية لا تعني المواطن بأي حال من الأحوال، وضع المواطن لا يتغير للأفضل إذا فاضت الميزانية" فيما يتساءل آخر: "هل تم رفع دخل المواطن بما يتوافق مع التضخم العالمي".

هذه الآراء كانت عبارة عن ردود مواطنين على "تغريدات" للزميل الكاتب الاقتصادي راشد الفوزان، ودفعته لاحقاً لكتابة مقال بعنوان "الميزانية تمس كل مواطن" مستعرضا تفاصيل الميزانية التي تتقاطع مع شؤون المواطن، من تعليم، وعلاج، وخدمات، وغيرها.

ما ذكره الفوزان حقيقي. ولا جدال على أن الميزانية في النهاية تصب في مصلحة المواطن، وتهدف إلى توفير الخدمات التي يستحقها. حتى ولو لم تمس "راتبه" بشكل مباشر.

دعم التعليم، أو العلاج، أو المشاريع التنموية الضخمة، كلها متطلبات مهمة بالنسبة للمواطن؛ إلا أنها تأت مكملة لمطالب أساسية هي عناصر الحياة بكفاية، وتمثل بعض مكونات "خط الكفاية" الذي يشمل أيضا: تأمين السكن، والغذاء، والملبس وغيرها، وهي التي تتطلب دخلا شهريا لا يقل عن 8926 ريال، عدا ونقدا.

هذا الرقم ـ الذي طواه النسيان ـ جاء حصيلة دراسة لمؤسسة الملك خالد الخيرية لتحديد الاحتياجات الأساسية للأسر في المملكة بما يمثل "خط الكفاية". وللأسف لم يجد أي اهتمام من الجهات الرسمية ذات العلاقة، وعلى رأسها "وزارة المالية".

يزهد المواطن في متابعة الميزانية الضخمة، لأنه محبط من تجاهل الأعباء المالية التي تثقل كاهله كل عام مع ارتفاع نسبة التضخم، وتضاعف أسعار السلع.. مقابل دخل زهيد لا يفي حاجاته".