من شعاب مكة المكرمة إلى عيون الأحساء، رسالة حب وسلام تؤكد أن للتعايش "عنوانا واحدا"، لم تسجله صناديق البريد، ولم ترصده خرائط الأقمار الصناعية، عنوان أبرز كلمة فيه كانت "وطن"، مهما حال الاختلاف دون تواصل أطرافه مع بعضهم في السراء، ليعودوا في الضراء "إخوانا متحابين"، وذلك ما أكدته حملة "وفد مكة لصلة الأحساء"، عبر نخبة من المثقفين والأدباء ووجهاء المجتمع السعودي، وحتى عوامه، من مختلف طوائفهم وألوانهم، أكدوا عزمهم على مشاركة أهلهم هناك مصابهم، وتعزيتهم في الحادث الجلل الذي أصابهم.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتوره هتون الفاسي "من سكان مكة المكرمة" قالت لـ"الوطن": دعوت لحملة تحت اسم "وفد مكة لصلة الأحساء"، وكنت أرغب في جمع ما أستطيع من رموز المجتمع المكي للتوجه إلى الأحساء صباح اليوم الجمعة، ومواساة أهلنا هناك، ومشاركتهم في التشييع، إلا أنني فوجئت بكثرة المشاركين الراغبين في التوجه مع الحملة، فامتدت الحملة لتشمل إضافة إلى مكة المكرمة كلا من جدة والمدينة المنورة وجازان.
وقالت "الكل يعلم أننا نعيش في مجتمع مسالم يستنكر التطرف الذي بات يهدد أمننا، ومن واجب أهلنا في الأحساء أن نواسيهم ونقف إلى جوارهم بعيدا عن أي اختلافات مذهبية أو عرقية، لأننا نجتمع في النهاية بوطن واحد، ونتشارك في أمن واحد ومصير واحد تحت ظل قيادة واحدة، وندين جميعا بالإسلام الذي هو دين السلام".
وتضيف الفاسي أنها اتفقت مع منسقة الحملة، الناشطة الاجتماعية هناء حميدان لتسجيل أسماء المشاركين، واتفقوا على التوجه صباح أمس إلى الأحساء، ولكن لعدم وجود رحلات مباشرة إلى الهفوف أجبروا أعضاء الحملة على التوجه إلى الدمام ومن ثم سيتم التحرك الساعة 11 صباحا برا من الدمام إلى الأحساء.
وقالت الدكتورة هتون "أتمنى أن يوفق بقية الوفد وطالبو المشاركة في إيجاد حجوزات في ذات التوقيت للقيام بهذه المهمة وإتمام هذا العمل الوطني النبيل".
وأشارت إلى أن مجموعة مكاوية تتبنى حاليا مبادرة تحت اسم "مكة المحمية الربانية" هي من دعت إلى هذه الحملة، وشارك منها كل من عضو الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة الدكتور جمال شقدار، إضافة إلى منسقة الحملة هناء حميدان وآخرين.
وأضافت "من خارج المبادرة شارك كل من الدكتوره فاطمة إلياس ومحسن الشيباني ويوسف العتيبي وأنمار فتح الدين والدكتور راكان حبيب والدكتور بندر قدير وعاني العتيبي، ومن جيزان يشارك شيخ قبيلة المناقرة سلطان المنقري وأولاده وأبناء عمومته".