يبدو أن الحفر عندنا، فقدت نزاهتها، وتسرب لها الفساد، كما حدث ويحدث مع كثير من الأشخاص والمؤسسات من حولنا. فمقولة "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" لم تعد موجودة إلا بشكل نظري، وفي بطون كتب التراث والأمثال. أما في الحقيقة، وعلى أرض الواقع، فإن الحفر يحفرها كبار المسؤولين بالفساد والإهمال، والتهاون بأرواح الناس، ويسقط فيها الناس البسطاء، الذين لا يعرفون من أمر هذه الحفر شيئا، فيدفعون أرواحهم لا لشيء إلا لثقتهم المطلقة في هذا "الحفّار" ـ عفوا أقصد "المسؤول" أو ذاك ـ بل إن الحفر تمادت في فسادها، فاتسعت وتمددت، ولم تعد تكتفي بتجاهلها لمن حفرها، وابتلاعها للمواطن المغلوب على أمره، بل أصبحت تبتلع المواطنين وسياراتهم، كما حدث في جدة قبل بضعة أيام.
أنا أدعو "نزاهة" أن تبحث في أمر هذه الحفر الفاسدة، وتقدمها للمحاكمة، هي ومن حفرها، فهو الأولى بها، مصداقا للحكمة الحكيمة "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" وإن لم يقع، يتم إيقاعه فيها بالقانون.