للمرة الثانية نقول كان بالإمكان أفضل مما كان للفريق الهلالي الذي لم ينجح لاعبوه في هز شباك سيدني الأسترالي، الفريق الذي ترك الملعب للهلال وركز على إغلاق مناطقه الدفاعية خلال المواجهتين، في تكتيك واقعي للفوارق الفنية والمهارية بينه وبين الهلال، فظفر بالأهم في نهاية المطاف وهو الحصول على اللقب الكبير آسيويا، خصوصا وأن مدرب الهلال الروماني ريجيكامب لم يوفق في قراءة المنافس جيدا قبل هاتين المباراتين الحاسمتين وخلالهما، حتى ولاعبوه يسيطرون ميدانيا على ملعب المباراتين، إلا أن هذه السيطرة ظلت سلبية وغير مثمرة بما أن الكرة لم تلج مرمى سيدني.

مهاجم وحيد

في الوقت الذي كان يتوجب على مدرب الهلال أن يكون أكثر جرأة في النزعة الهجومية، وفي ظل التكتل الدفاعي للمنافس، ووسط هذا الدعم الجماهيري الكبير، إلا أنه أصر على طريقة اللعب التي خسر فيها مباراة الذهاب بالاعتماد على ناصر الشمراني وحيدا ومن خلفه البرازيلي نيفيز، معتمدا في بناء الهجمات على أطراف الملعب بتواجد العابد والفرج يسارا، والشهراني والدوسري يمينا، هذا الأسلوب يفضله الفريق الأسترالي لأن النهاية ستكون لمصلحته في الكرات العرضية.


نيفيز خارج الفورمة

من الملاحظات الفنية على الروماني ريجيكامب هو مراهنته المبالغ فيها على البرازيلي نيفيز، وكانت النهاية ظهور اللاعب بمستوى فني ضعيف في الوقت الذي كان الهلال ينتظر منه دعم شبابه في مباراة حاسمة يتوجب عليه ترك بصمته القوية بدلا من البطء والضعف اللذين لازما أداءه خلال المواجهتين، علاوة على حال النرفزة التي وترت معها أعصاب زملائه، ورغم تأخر المدرب في الاستغناء عنه إلا أن الحالة السيئة استمرت بعد تبديله، ولم يكن حال أجنبيي الهلال بنتيلي وكواك أفضل بكثير من نيفيز، فلم يقدما الدعم الفني الذي يحتاجه لاعبو الهلال في مباراة مصيرية.


ياباني زاد المعاناة

رغم غياب الحلول الفنية والابتكار من بعض لاعبي الهلال خلال مباراة أول من أمس، التي كانت تعتمد فقط على توغلات العابد والفرج، إلا أن حكم المباراة أغفل منح الهلال ضربات جزاء كان من الممكن أن يوفق فيها، ويتغير معها مجرى المباراة لمصلحته في النتيجة إضافة للمستوى الفني، ولكن على مستوى تدخلات المدرب فهي جاءت متأخرة جدا، خصوصا بعد أن أصر على الشمراني وحيدا، وتأخر في إخراج نيفيز من ملعب المباراة.





الشمراني غائب

في وقت كان الهلال ينتظر ظهور هدافه في وقت الحسم إلا أن ناصر الشمراني ظل بعيدا عن خطورته بسبب التكتل الدفاعي والرقابة الصارمة عليه، ما جعله يفقد تركيزه في كثير من دقائق المباراة، ويخرج عن هدوئه المطلوب في مثل هذه المباراة التي تتطلب التركيز والهدوء، بل وصل الحال بأن يقع في أخطاء التمرير من أول دقائق شوط المباراة، ولم يحسن مدربه إيجاد حلول تساعده إلا في وقت يعتبر متأخر حينما استعان بياسر القحطاني على حساب سعود كريري.


فخ الاستعجال

كسب فريق سيدني الرهان عبر جر الهلال إلى الوقوع في سلبية الاستعجال حينما تخطى لاعبوه عدة تحولات في المباراة، بدايتها عدم استقبال هدف مبكر قد يبعثر تماسكهم ويمنح الهلال الأفضلية، وهذا ما تم بالفعل حتى بدأت المباراة تدخل في أوقات عصيبة على لاعبي الهلال، ما أوقعهم في استعجال التسجيل، وبالتالي افتقدوا الهدوء والتركيز في المناطقة الخطرة في دفاع سيدني.