أكد الخبير العراقي في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي، أن زعيم تنظيم" داعش" أبو بكر البغدادي، أجرى تغييرات بعد الخسائر التي تعرض لها تنظيمه في العراق.
وقال الهاشمي لـ "الوطن" أن : البغدادي أجرى تغييرا بعد الخسائر التي تعرض لها عناصر التنظيم في بيجي باستبدال ما يسمى بوالي صلاح الدين المدعو بـأبو نبيل وسام عبد زيد، بـالمدعو أبو خطاب الدليمي، كما استدعى البغدادي المدعو أبو شبل ليث المجمعي كقائد عسكري لولاية صلاح الدين بدلا من كامل الأسودي الخياط".
وأشار الهاشمي إلى أن "المعارك في قضاء بيجي حذرة وتتقدم ببطء مدروس تجنبا للإلغام والطرق والمنازل المفخخة"، لافتا إلى أن القوات المشتركة من الجيش والعشائر" تحاول تأمين وقطع الطرق المؤدية إلى القضاء الذي يضم أكبر مصافي النفط في العراق، للسيطرة عليه بشكل كامل".
إلى ذلك أعلنت قيادة عمليات محافظة صلاح الدين، أمس أن القوات الأمنية سيطرت على شارع رئيس وسط قضاء بيجي مشيرة إلى وصول قوات إضافية إلى القضاء لتطهير منطقة الصينية.
وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية عززت وجودها وسط قضاء بيجي وتمكنت من السيطرة على الشارع الرئيس وسط المدينة، ووصلت إلى آخر نقطة فيه التي تسمى مطعم الزيتون شمالي القضاء وسيطرت بالكامل على منطقة المزرعة جنوب شرقي القضاء بعد صدها لهجوم لعناصر تنظيم "داعش" استمر لساعات عدة.
وسحب التنظيم، خلال اليومين الماضيين، أسلحته الثقيلة من "بيجي" إلى الموصل تاركاً وراءه انتحاريين ومنازل مفخخة، كما أجرى سلسلة تغييرات على مستوى القيادات العسكرية في مناطق صلاح الدين وجنوب غرب كركوك.
وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي، التقى قبل يومين، في بغداد وفدا يمثل محافظة صلاح الدين، إكمالا لجولة المباحثات التي أجراها العبادي في الأسبوع الماضي مع ممثلي عشائر الأنبار في داخل وخارج العراق.
من جهة ثانية أعلن فوج طوارئ ناحية البغدادي بقضاء هيت في محافظة الأنبار أمس أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر تحتشد على مشارف مداخل القضاء لتطهيره من "داعش".
وقال آمر الفوج العقيد شعبان برزان العبيدي في تصريح صحفي إن "القوات الأمنية من الجيش والشرطة وأفواج الطوارئ ومقاتلي العشائر بما فيهم عشيرة البو نمر وبغطاء صقور الجو العراقية وطيران التحالف تحتشد على مشارف مداخل قضاء هيت لتطهيره من الإرهابيين"
مشيرا إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى ناحية البغدادي وحديثة قبل مع وضع خطط عسكرية وتوجيه القطعات البرية بتنفيذها بشكل دقيق لضمان سلامة المدنيين وتطهير المناطق السكنية من فلول "داعش" في قضاء هيت والمناطق الغربية تباعا".
من جانبها أعلنت محافظة بغداد أمس تزايد حوادث الخطف في العاصمة بالآونة الأخيرة، عازية أسباب ذلك إلى ذلك إلى انشغال الدولة والأجهزة الأمنية بتنفيذ عمليات عسكرية لمواجهة الجماعات المسلحة.
وقال نائب محافظ بغداد، جاسم البخاتي، في مؤتمر صحفي أمس إن "المحافظة تلقت كثيراً من التقارير وشكاوى المواطنين مؤخراً على موقعها الإلكتروني، عن حدوث عمليات خطف وابتزاز في مناطق متفرقة من العاصمة"، مشيراً إلى أن "المحافظة التقت بقيادة عمليات بغداد واطلعتها على ذلك من دون معالجة تذكر لتلك الظاهرة السلبية الخطيرة".
وأشار البخاتي إلى أن عصابات من ضعاف النفوس والخارجين عن القانون :"استغلت انشغال الدولة والأجهزة الأمنية بمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، للقيام بتلك الأعمال الإجرامية"، مبيناً أن "أغلب أعمال الخطف تحدث في منطقة جميلة التجارية، شرقي بغداد، ضد التجار والأغنياء، بهدف مساومة ذويهم".
وأضاف البخاتي، أن "المحافظة نقلت ذلك أيضاً إلى مديرية استخبارات بغداد، التي قامت بتشكيل مفارز مدنية في تلك المنطقة"، مستدركاً "لكن عمليات الخطف تفاقمت برغم ذلك في الأيام الأخيرة". مبينا أن منطقة الشعب بجانب الرصافة "سجلت قرابة 146 حالة خطف منذ رمضان الماضي وحتى الآن.
يشار إلى أن عمليات الخطف يقوم بها أشخاص يدعون أنهم من متطوعي الحشد الشعبي،
وكانت حركة عصائب أهل الحق أعلنت الجمعة الماضية براءتها من 53 مسلحاً من عناصرها في محافظات عدة، وعزت ذلك إلى استغلالهم اسم العصائب لممارسة عمليات الابتزاز والخطف"، ودعت الأجهزة الأمنية إلى التصدي بحزم لمن يعبث بأمن المواطنين.
من جهة أخرى دانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا أمس، التدمير "الهجمي" الذي يتعرض له التراث العراقي على يد تنظيم "داعش"، وذلك في تصريحات أدلت بها في بغداد.
وقالت بوكوفا في مؤتمر صحفي عقدته في المتحف الوطني العراقي، "العراق والشعب العراقي يمتلكان تراثا ثقافيا هو من الأغنى في العالم وتعود ملكيته إلى كل البشرية. لدينا مواقع على لائحة التراث العالمي، لكن أيضا ثمة الآلاف من المعابد والمباني والمواقع الهندسية والآثار التي تمثل كنزا للبشرية جمعاء".
وأضافت "لا يمكننا أن نقبل أن يتعرض هذا الكنز، هذا التراث للحضارة الانسانية، للتدمير بالطريقة الأكثر الهمجية".
وشددت بوكوفا في زيارتها الأولى إلى العراق "علينا التحرك، لا وقت لدينا لنخسره، لأن المتطرفين من "داعش" يحاولون محو الهوية، لأنهم يعلمون أنه في حال عدم وجودها، لن يكون ثمة ذاكرة، لن يكون ثمة تاريخ، ونعتقد أن هذا مروع وغير مقبول". على صعيد آخر وصل إلى الكويت أمس وزير الخارجية إبراهيم الجعفري في زيارة رسمية استجابة لدعوة من نظيره الكويتي لبحث التعاون المشترك بين البلدين، وخاصة في ما يتعلق بدور الدول العربية في مكافحة الإرهاب.