طالعتنا الصحف قبل أيام عن الاعتداء اللفظي الذي تعرض له معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك من قبل أحد منسوبي ذلك الجهاز.

وبلا شك أنه أمر جداً مؤسف بل ومخجل ومن المؤكد أنه محزن.. ولكن هو في الوقت نفسه أتصور بأنه دليل قاطع وبدون أدنى شك بأن هذا الموقف يثبت بأن ليس هناك أي مشكلة بين المجتمع والهيئة، وإنما كانت الإشكالية الكبرى في تصرفات بعض موظفي هذا الجهاز، وبالتالي تلك التصرفات السلبية أثرت على سمعة الجهاز وعلى القيمة العليا لمكانة هذا الجهاز والدور المناط به، فبالتالي حدث التصادم بين الأفراد في الطرفين، إذ إن الطرف الآخر صاحب السلطة الوظيفية بدأ يتعامل بموجب ما يمليه عليه فكره ورأيه وليس بما يمليه عليه النظام لأن مهما كان النظام فيه من الشدة إلا أنه لا يؤيد الاعتداء سواء باللفظ أو بالجسد أو حتى التجريح والتدخل في خصوصيات الناس.. وللأسف أن مطالبات المجتمع سابقا كانت تتمحور حول تعديل سلوك الأفراد العاملين في هذا الجهاز وطلب وضع حد لبعض التجاوزات السلبية التي أساءت للدين وللوطن، ولكن للأسف من سوء الفهم لدى بعض العاملين في ذلك الجهاز قاموا بتفسير مطالبات الناس على أنها رفض للدين وللشريعة حتى يبرر البعض أخطاءه الإدارية والتجاوزات التي ينفذها ويستمر في تطبيقها بصور عشوائية.. وكنت سابقا طالبت في إحدى مقالاتي بضرورة تخصيص زي موحد أو متميز لمنسوبي جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يتم التعامل معه على أساس موظف بجهة رسمية له حق التساؤل أو الاستفسار.. وحقيقة أن أكثر ما يؤلمنا بأن تتعرض شخصية مثل معالي الدكتور عبداللطيف آل الشيخ المثالية في أخلاقه وتعامله ورقيه في الحوار وتواصله مع الإعلام ومع المجتمع وسعيه إلى وضع قوانين منظمة تضمن للأطراف حققها، والذي يسعى إلى تحسين الصورة الذهنية لهذا الجهاز، فهو يسيء جداً بأن يتعرض لتجريح شخصي ولا أنسى اللقاء الذي جمعني مع معاليه في جدة أثناء حوار المسؤولية الاجتماعية التي نفذتها مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، إذ استمتع الجميع بطرح معاليه وأسلوبه الراقي في الردود على الإجابات التي وردته من الإعلامين والإعلاميات وأن لا أستطيع إلا أن أقول يا معالي الرئيس إلا: إننا معك.