عند الأمراض الخطيرة ـ حمانا الله وإياكم ـ ينقسم السعوديون إلى قسمين: قسم يكون نظره مركزا في اتجاه الرياض. يفتش في ذاكرة الجوال عن أي رقم من الممكن أن يُسهم في نقله إليها. الغاية أن يعثر على سرير، وتلك "غاية البر" لدى بعض المواطنين، أن يعثروا على "سرير أبيض" ـ أو أسود أو "متنيل بستين نيلة" ـ لمرضاهم في أحد مشافي العاصمة، وإن خرج محمولا على الأكتاف نحو مثواه الأخير!
القسم الثاني: وهم الطبقة الأرستقراطية أو المخملية، أو الدوائر المحيطة بها. أول خطوة يتخذها هؤلاء هي الاتصال بالحجز المركزي، للمغادرة على أقرب رحلة، نحو مشافي ألمانيا وبريطانيا وأميركا. إن كنت تعرف أحدا من الذوات يقف معك في طابور المستشفيات فلا تكمل قراءة هذا المقال. الطابور لك وحدك!
اليوم يفترض أن ينضم الوزراء الجدد إلى اجتماع الحكومة الأسبوعي ـ أو ما يطلق عليه في الإعلام المحلي جلسة مجلس الوزراء ـ ومن بينهم وزير الصحة الجديد.
الرجل الذي تهيأت له ظروف النجاح والإمكانات الهائلة غير المسبوقة ـ حسبما أعرف جيدا ـ في جامعة جازان، فاستطاع استغلالها بذكاء، حتى وصل إلى هذا المنصب المرموق. "كلٌ ميسر لما خلق له". وهذا ما نريده. مسؤول يستغل الإمكانات، ويحقق النجاح.
الذي يجب أن يعرفه الوزير الجديد أن كل ما تم بثه في وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الفائتة كان مجرد آمال وطموحات مكررة تم طرحها حينما تم توزير سابقيه. العقلاء يريدون من الوزير الجديد أن يحقق العدالة في مشاريع وزارته. فلا تحظى منطقة بالاهتمام والدعم دون منطقة أخرى.
كلنا مواطنون، وكلنا "في الذمة" كما يقال. لن تبرأ ذمته إن استجاب للصوت المرتفع وترك الناس في بعض المناطق يتسولون العلاج في مستشفيات الرياض.
هل هناك حلول عملية. بالطبع هناك. لكننا بحاجة إلى معرفة سقف طموحات الوزير أولا.
هل انتهى الطموح بمجرد ظهوره الليلة في المجلس، أم لا؟! والمهم كذلك أن نتأكد من عدالته. ليس هناك خطأ فيما أقول. نريد أن تطمئن قلوبنا. في القرآن الكريم: "قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي".