بصورة مفاجئة، ألغى رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت زيارته التي كانت مقررة للخرطوم أمس للقاء نظيره السوداني عمر البشير، وقال سفير الجنوب بالخرطوم ميان دوت إن كير بعث ببرقية اعتذار إلى سفارة السودان بجوبا للاعتذار عن الزيارة لانشغاله بالترتيب لحضور قمة رؤساء الإيقاد بمدينة بحردار الإثيوبية بشأن السلام بدولة الجنوب. وأضاف ميان أن رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين يجري مشاورات مع قادة رؤساء دول الإيقاد من أجل تحديد موعد لعقد القمة التي ستبحث تفاصيل المفاوضات، وسوف تحسم بعض القضايا محل الخلاف بين أطراف الصراع للوصول إلى نتائج إيجابية وملموسة بشأن السلام العادل. إلا أن سياسيين أكدوا أن سبب إلغاء الزيارة يعود إلى احتجاج كير على تدخل الخرطوم في بلاده.

وكانت أنباء قد سرت باتساع شقة الخلاف بين البلدين خلال الفترة الماضية بعد اتهام الخرطوم لجوبا بدعم متمردي الجبهة الثورية الذين يقاتلونها في جبال النوبة، وهو ما نفته الأخيرة التي ردت بأن لديها أدلة تؤكد تورط الجيش السوداني في دعم المتمردين بقيادة رياك مشار في هجومهم الأخير على مدينة بانتيو الغنية بالنفط. وجدد وزير الخارجية السوداني علي كرتي اتهام جوبا بدعم حركات التمرد في جنوب كردفان، مشيراً إلى أن السودان لا تزال لديه شكوك بدعم الجنوب لتلك الحركات. وأضاف "ليست لدينا حتى الآن شواهد حقيقية بأن الجنوب يمتنع عن تقديم الدعم للحركات". وأشار الوزير إلى أن الخرطوم ظلت تناشد جوبا منع السماح للحركات بالوجود داخل أراضيها، أو الاستفادة من أي إمداد. وهي التصريحات التي رد عليها المتحدث باسم جيش دولة الجنوب، فيليب أجوير باتهامه للسودان بدعم نائب الرئيس السابق رياك مشار، وقال إن قوات الأخير تهاجمهم من داخل الأراضي السودانية.

في غضون ذلك، أعلنت المجموعة الدولية للأزمات، أن موسم الأمطار على وشك الانتهاء وأن الأطراف المتصارعة في الحرب الأهلية في دولة الجنوب تستعد لهجمات كبيرة من المرجح أن تسبب عمليات نزوح وموجات جوع جديدة. ونقلت عن بعض كبار ضباط الجيش الأقوياء قولهم إنهم يعتزمون مواصلة القتال، حتى إذا وقع الزعماء السياسيون اتفاقا في أديس أبابا. ونقل عن أحد قادة المعارضة قوله "سوف نسوي هذا الأمر عن طريق الحرب". وقالت المجموعة إن القتال خفت شدته أثناء موسم الأمطار، مما أعطى الجانبين وقتا لاستيراد أسلحة وتحضير قواتهم. ويتوقع أن يبدأ موسم الجفاف خلال الشهر الجاري.

من جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون زعيمي المعسكرين المتناحرين في دولة جنوب السودان إلى وقف فوري للقتال الدائر بين قواتهما في منطقة بانتيو. وقال المتحدث باسمه "يدعو أمين عام الأمم المتحدة الرئيس كير ومنافسه مشار إلى أن يوقفا فوراً كل العمليات العسكرية، ويذكرهما بواجبهما في حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، وحرمة مخيمات الأمم المتحدة التي لجأ إليها حوالي 100 ألف مدني".

الخرطوم: زاهر البشير