علي زايد العوضي-محايل عسير


لم يخلق البارئ عز وجل شيئا عبثا، ومن ذلك عقول البشر خلقها كلها والفرق بينها فيما تنتجه فقط. هناك عقل يشتعل، وهناك عقل أجوف كالطبلة. هناك عقول تنتج المفيد وتدل أصحابها على الصحيح كعقول الكثير ممن بنوا بعلمهم الأمم. أما العقول الجوفاء فهي التي تنتج ما لا يستفاد منه، كعقول أدباء النكت والقصص المضحكة التي تكشف لقارئها أن كاتبها ذو عقل منتج ولكنه إنتاج لا فائدة منه.

نكت المحششين والقصص المضحكة والتعليقات التي يتم إرفاقها ببعض المشاهد كلها صنيع أدباء النكتة والقصة المضحكة. ولو تعلم هؤلاء الأدب العربي أو أي علوم أخرى وحببت لهم لأبدعوا فيها، لأن لديهم عقولا جيدة ولكن وقفت بهم الهمة المنبعثة من عدم التوجيه الصحيح على عتبة الخيال والشخصية الخيالية، التي هي المحشش وبعض الأطراف الأخرى التي لا تخفى على القارئ.

هناك أحداث يقرؤها الناس بطريقة ما من صلب الموضوع، لكن هؤلاء يقرؤونها بطريقة أخرى لا دخل لها بالصلب وإنما تتمحور حول القشرة الخارجية فقط. مشكلتنا ليست في العقول أبداً وإنما مشكلتنا في توجيهها نحو الصحيح. وأوضح دليل على العقول الجيدة التي لم تستثمر تلك التي تصنع لنا النكتة وغيرها الكثير مما لم نحسن استثماره.

وبالمناسبة فأنا منذ فترة طويلة أبحث عن القائل "تحياتي لمن دمر حياتي" وللأسف لم يخلد إلا هذه العبارة الجميلة، العقل البشري إما أن يشتعل ويضيء لصاحبه وإما أن يكون أجوف للضرب، وممارسات الشخص وتربيته وتعليمه هي ما يحدد توجيه هذا العقل.

هذه هي وجهة نظري وليس بالضرورة أن تكون الحقيقة، فالحقيقة لا يملكها أحد وإنما يملك الشخص وجهة نظره فقط. قد أجد من يعارضني في محتوى وفكرة هذه الخاطرة ولكنني أظل متمسكا بوجهة نظر لا أدعي أنها الحقيقة.