في الكتب المتخصصة يقولون، إن "الإعلام" أو العمل الإعلامي علم وفن ومهارة. فالعلم نابع من أنه يدرّس في الجامعات، وفن بوصفه عملا إبداعيا، ومهارة كصفة شخصية تفرقه عن البقية.

إذا كان الإعلام مهارة فإن علاماته تبرز عادة منذ الصغر داخل المحيط العائلي إلى الوسط الاجتماعي حتى تحين الفرصة الإعلامية، وبعدها تبدأ رحلة الانطلاقة الحقيقة، والمتميز في ذلك ينتقل إلى مرحلة الفن أي الاحترافية حيث التخصص، كقراءة النشرات الإخبارية أو تقديم البرامج الحوارية أو الكتابة الإعلامية وغيرها.

هناك من كانت بدايتهم بعد الدراسة الجامعية في الإعلام، إذ يجدون أنفسهم فيأخذون طريقهم نحو التميز لأعوام، ومن ثم يصيبهم الروتين الممل في فترة من الفترات، لكنهم يقاومون تلك الحالة السلبية بتغيير الوسيلة أو التجديد بتطوير مهاراتهم ذاتيا للعودة من جديد إلى الركض الإعلامي، ومنهم من قضى على نفسه بالبقاء على وتيرة واحدة.

في أحيان كثيرة تعود أسباب خمول وانتكاسة الإعلاميين إلى الوسيلة، إذ لا تسعى إلى تطوير مهاراتهم لاعتبارات مادية أو سوء تقدير من قياداتها الذين أمضوا سنوات عجافا وسمانا في مناصبهم فأصابهم الوهن واشتعلت رؤوسهم شيبا.

إن الإعلامي الذي يبقى ربع قرن أو يزيد في نشاطه الإعلامي ذاته قياديا، إنما يسيء إلى نفسه وتاريخه أولا، فضلا عن أنه ألغى طموح الوسيلة فلا تتقدم شبرا واحدا، إضافة إلى انعدام المنافسة بين العاملين فيها وتحقيق تطلعاتهم بالوصول إلى مركزه مثلا.

العمر الافتراضي للإعلامي مرهون بالعطاء والتجديد لفترة من الزمن، أما أن يتعامل الإعلامي مع الوظيفة أو الوسيلة على أنها "أملاك خاصة" فهذا ليس مقبولا؛ لأنه بذلك يواريها الثرى وهي على قيد الحياة.