أعاد نادي مكة المكرمة الأدبي المؤسسات الثقافية للناس، وواصل دوره في تقديم منشط اجتماعي، حقق نجاحا كبيرا في المجتمع المكي من خلال نشر الثقافة المكية، طبقا لرئيس النادي الدكتور حامد الربيعي الذي كان يتحدث مساء أول من أمس خلال الاحتفال الرابع والأخير في المرحلة الأولى من برنامج ثقافة الحي الذي تنظمه جمعية مراكز الأحياء ممثلة في مركز حي المعابدة، بالشراكة مع أدبي مكة على مسرح أمانة العاصمة، وأكد الربيعي أن النادي سيقيم هذه التجربة خلال الأيام القادمة وهناك رغبة من الجميع لاستمرارية هذا البرنامج خاصة لما لمسناه من تعاون من جمعية مراكز الأحياء، على حد قوله. وشهد مسرح أمانة العاصمة المقدسة بعد غياب طويل، عرض مسرحية اجتماعية ناقشت "السلوكيات الخاطئة" لدى الشباب وكيفية علاجها.

فيما أشار راعي الحفل مساعد أمين العاصمة المقدسة لشؤون العلاقات العامة والإعلام الدكتور سمير توكل في كلمته إلى "أن شبابنا في حاجة إلى مثل هذه المحاضن التربوية التي تحتضنهم لإظهار إبداعهم وتفجير طاقاتهم"، مشيدا بالعرض المسرحي ذاكرا أنه أعاده إلى "ذكريات مسرح الجامعة ودوره في اكتشافه للمواهب وصقلها". من جانبه قال أحد أبناء المعابدة أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس الذي ألقى كلمة أهالي الحي "إن إقامة نادي مكة لمثل هذه الفعاليات الثقافية دليل على اهتمامه بثقافة المجتمع لتتسع الدائرة ويخلق التنافس الشريف بين أحياء العاصمة المقدسة"، مطالبا رجال الأعمال بدعم هذه النشاطات.

الحفل الذي شكل استعادة للحركة الثقافية القديمة في حارات مكة، أشعل في أذهان عدد من الحاضرين ممن عاصروا وهج الحراك الثقافي في العاصمة المقدسة، وتحدثوا عن "المراكيز والمقاهي" الثقافية في العاصمة المقدسة التي كان يغشاها كبار مثقفي وأدباء الحجاز، مشيرين إلى أشهر مركاز ثقافي في المعابدة للشاعر حسين سرحان.

كما صاحب الحفل معرض اشتمل على العديد من مآثر الحي على مدى تاريخه. رئيس مجلس إدارة مركز حي المعابدة عابد سليم الحسني عبر عن سعادته بالمناسبة، مشيدا بهذه الشراكة وعدد كثير من الأنشطة التي نفذها المركز في خدمة أبناء الحي وساكنيه وحجاج بيت الله الحرام، ثم تتالت فقرات الحفل ما بين الخطابة والإنشاد، وتحدث عمدة الجميزة - أحد الأحياء المتفرعة عن المعابدة - ظافر البيشي عن دور العمد في برنامج ثقافة الأحياء.

وتوقف مساعد أمين جمعية مراكز الأحياء الدكتور عبدالرحمن الغامدي عند تفاعل سكان أحياء العاصمة المقدسة مع هذه البرامج التي لها مردود ثقافي كبير على المجتمع المكي، حسب قوله.