فيما بدأت القوات الأمنية بتنفيذ عمليات عسكرية لإعادة سيطرتها على ناحية عامرية الفلوجة، فضلا عن تقدمها لموقع يبعد كيلومترين عن مدينة بيجي استعدادا لتحرير أكبر مصفاة نفطية في البلاد من حصار تنظيم "داعش" الذي بدأ منذ يونيو الماضي، عقدت لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي أمس، اجتماعاً مع أعضاء مجلس محافظة نينوى لمناقشة سبل تحرير مدن المحافظة.
وفي إطار دعم الجهد الشعبي ومسلحي العشائر وضباط الجيش العراقي المنحل لمواجة تنظيم "داعش" في محافظة نينوى، أوصت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بضرورة دعم المسلحين في المحافظة بالسلاح والمعدات لتحرير مدن المحافظة.
وقال عضو اللجنة النائب إسكندر وتوت لـ"الوطن"، إن "اللجنة ناقشت سبل تحرير المدينة من سيطرة داعش"، مبينا أن الأيام المقبلة "ستشهد تنفيذ عمليات عسكرية في المحافظة بعد استكمال استعدادات أبنائها لمواجهة الإرهاب بدعم من الجيش وطيران التحالف الدولي".
وعلى الصعيد الميداني أفاد مصدر أمني في محافظة بابل أمس بأن القوات الأمنية بدأت بالتحرك نحو عامرية الفلوجة انطلاقاً من منطقة الفاضلية.
وقال المقدم في شرطة المحافظة خالد الجبوري لـ"الوطن" إن"القوات الأمنية العراقية تقدمت، في ساعة مبكرة من صباح أمس من منطقة الفاضلية التابعة لناحية جرف الصخر إلى عامرية الفلوجة من أجل محاربة الإرهابيين والقضاء عليهم"، مضيفا أن "خبراء الجهد الهندسي التابع لقيادة عمليات بابل يقومون بإزالة وتفكيك العبوات الناسفة والألغام المزروعة في جميع الطرق لتسهيل مرور القطع العسكرية".
وكانت حكومة بابل المحلية أعلنت السبت الماضي، تحرير جميع مناطق جرف الصخر شمال المحافظة من عناصر الجماعات الإرهابية وعقدت اجتماعا الثلاثاء الماضي في مركز الناحية وقررت استبدال اسمها إلى جرف النصر.
من ناحية ثانية، تقدمت القوات الحكومية مدعومة بالميليشيات الشيعية وطائرات الهليكوبتر الحربية عبر منطقة صحراوية إلى الغرب من بيجي بهدف استعادة السيطرة على المدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمالي العاصمة العراقية بغداد.
وقال عقيد في الجيش العراقي، إن القوات العراقية تأمل في قطع طريق الإمدادات عن المقاتلين المتشددين الذين يحاصرون المصفاة النفطية، واستعادة السيطرة على طريق يقود إلى مدينة الموصل.
وأضاف العقيد العراقي الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لقد حققنا تقدما جيدا، استعدنا ست قرى ونحن الآن على بعد كيلومترين فقط من مدينة بيجي."، مشيرا إلى إبطال 300 عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون على جانبي الطرق لإبطاء تقدم القوات العراقية."
وأشارعقيد آخر في الجيش إلى أن القوات العراقية استعادت أجزاء من جبال حمرين التي تشرف على خطوط إمداد الدولة الإسلامية شمالي العاصمة بغداد.
إلى ذلك، قالت مصادر طبية وشرطية، إن أربعة أشخاص قتلوا أمس في انفجار عبوات ناسفة ببغداد وحولها كما اغتيل رائد في الشرطة في الجزء الغربي من العاصمة عندما انفجرت عبوة ناسفة كانت مثبتة في سيارته.
بدورهم حقق مقاتلو البشمركة الأكراد تقدما في معاركهم ضد تنظيم "داعش" في الشمال مدعومين بغارات جوية أميركية. وفي شان آخر انطلقت صباح أمس في العاصمة بغداد، تظاهرة لذوي ضحايا قاعدة سبايكر وسط إجراءات أمنية.
وأفاد شهود عيان بأن المحتجين تجمعوا بالعشرات أمام المنطقة الخضراء وسط العاصمة للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهم المختطفين والإسراع بالكشف عن المسؤولين بقتل العشرات من طلاب معسكر سبايكر ومحاسبتهم، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، فيما عززت القوات الأمنية من وجودها أمام بوابات المنطقة الخضراء المحصنة أصلا وأغلقت بعض الطرق المؤدية إليه، فضلا عن إغلاقها جسر السنك ببغداد المؤدي إلى المنطقة.
وكانت قاعدة سبايكر التي تقع في محافظة صلاح الدين شهدت مقتل الآلاف من منتسبي الجيش العراقي على يد عناصر "داعش" منتصف يونيو الماضي، بعد سيطرتهم على المحافظة.
. . و7 آلاف وجبة أميركية "حلال" لقبيلة البونمر
قالت القيادة المركزية الأميركية أمس إن الجيش الأميركي شن ست ضربات جوية في العراق، ثلاث منها قرب الفلوجة وثلاث قرب سنجار ودمرت عدة وحدات صغيرة وعربتين لتنظيم " داعش".
وأشارت القيادة المركزية إلى أن الجيش الأميركي أسقط جوا مساعدات إنسانية الى أفراد قبيلة البونمر التي استولى مقاتلو تنظيم "داعش" على قريتهم في غرب العراق الأسبوع الماضي بعد أسابيع من المقاومة.
وأوضح الجيش أن الإسقاط الجوي تم قرب قاعدة الأسد الجوية الاثنين الماضي، بناء على طلب من الحكومة العراقية.
وقالت القيادة المركزية إن طائرة سي-130 تابعة لسلاح الجو الأميركي نقلت أكثر من سبعة آلاف وجبة حلال تلقتها القوات العراقية وسلمتها إلى أفراد من قبيلة البونمر الذين فروا حديثا من منازلهم. وفي تطور لاحق، أعدم تنظيم "داعش" أمس، أكثر من 40 من أبناء قبيلة البونمر، بحسب ما أفادت مصادر ميدانية. وكانت قبيلة البونمر قد تصدت لتنظيم داعش منذ أوائل أكتوبر الجاري لكنها فقدت قرية زاوية البونمر في نهاية الأمر في محافظة الأنبار الغربية الأسبوع الماضي.