أكد أكاديمي متخصص في الحضارة والفكر الإسلامي، اختلاف المعاجم "العربية" في تفسير كلمتي "الزراعة" و"الفلاحة"، وتفاوت معناهما في مشرق ومغرب الوطن العربي، بجانب اختلافهما في معنى كلمة "غراسة". وأشار أستاذ الحضارة والفكر الإسلامي في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور زيد أبوالحاج في محاضرته "الفلاحة في الفكر الإسلامي"، مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي، إلى أن بلاد المغرب العربي، انتشر فيها مصطلح "الفلاحة"، وذلك بإطلاق مسمى كلية الفلاحة ووزارة الفلاحة، في حين انتشر في بلاد المشرق العربي مصطلح "الزراعة" وذلك بإطلاق مسمى كلية الزراعة ووزارة الزراعة، متطرقاً إلى مناقشة "ممارسة الفلاحة" في الحضارة الإسلامية في القرون الأولى. وذكر أن المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية في القاهرة فسّر كلمة "زراعة"، بما يشتمل من النواحي الـ"علمية"، ومصطلح فلاحة بمعنى "أرض"، فيما أشارت بعض المعاجم الأخرى إلى أن كلمتي "زراعة"، و"فلاحة" لهما نفس المعنى، والبعض الآخر في المعاجم الزراعية المتخصصة ذهبت إلى أن مصطلح "فلاحة" تعني صناعة الأرض، وتتضمن العمل في الغراسة وإصلاح الأرض وغراسة الأشجار فيها، ومصطلح "الزراعة" يركز على دراسة ومعرفة الأرض وما تنتجه ومعرفة ما يصلح غرسه من الشجر والحبوب والخضار، ومعرفة المياه التي تسقى بها الأرض، ومعرفة أنواع الأشجار والخضار والزرع، وكيفية العمل على عمارة الأرض قبل زراعتها وبعد زراعتها، وعلاج الأشجار من الآفات. وخصص بعض اللغويين دراستهما في ناحيتين، هما: الأولى لـ"الغراسة" والآخر لـ"الزراعة"، وأن بعضهم ذهب إلى أن "الزراعة" جانب واحد من "الفلاحة"، وأن الفلاحة تشتمل على "الزراعة والغراسة معاً". وأضاف أن "زراعة" ومشتقاتها، ورد في 14 موضعاً في القرآن الكريم، أغلبها تشير بوضوح إلى زراعة الحبوب، بجانب ورود الأحاديث النبوية التي تشير إلى الفارق الواضح بين "الزراعة"، و"الغراسة"، ويحملان معنيين منفصلين، وهما: أن "الزراعة" هي زراعة الأرض البيضاء التي لا نبت فيها ولا شجر، و"الغراسة" هي تعمير أرض بشجر بقدر معلوم.