دافع رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري عن قرار ناديه بمنح جائزة كتاب العام في دورته الأخيرة لدارة الملك عبدالعزيز، وهو الفوز الذي أثار حفيظة بعض الأدباء، بحجة أن كتاب "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية" ليس إبداعيا، وهو نتاج مؤسساتي. وألمح الحيدري أول من أمس وهو يلقي كلمته حلال حفل منح الجائزة، إلى المسوغات التي نال بموجبها "القاموس" الجائزة، وفق ما ورد في توصية لجنة التحكيم، ومنها، أنه عمل موسوعي ضخم دقيق وشامل، أُنجز بجهد جماعي جبار ومتناغم من كل الفئات المعنيّة بالأدب والثقافة في المملكة، وثراؤه الموضوعي إذ يُبرز الوجه الأدبي والثقافي بشكل عام في المملكة؛ وبهذا يقدم خدمة متميزة للحركة الأدبية والثقافية في الوطن، وشموليته المكانية والزمانية، فهو يخدم الوطن بأكمله، ولا يختص بإقليم أو منطقة بعينها، ويهتم بالأدب والثقافة في المملكة منذ أن بدأت حتى الوقت الحاضر دون أن ينحصر في إطار زمني معيّن.

وعلى صعيد مشاركة القطاع الخاص في دعم الثقافة، وصف الحيدري الجائزة بأنها أنموذج رائع للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية ممثلة في النادي، وبين بنك الرياض بوصفه واحداً من القطاعات المصرفية في المملكة، وأِشار إلى أن الجائزة مُنحت في الدورات الست الماضية (1429 ـ 1434) لأفراد، وهذا الدورة أوصت لجنة التحكيم بأن تمنح لمؤسسة علمية وثقافية؛ إيماناً منها بدور هذه الجهات في التخطيط للعمل الجماعي الناجح ودعمه، ومن ثم إنجاز أعمال لافتة ومهمة وغير مسبوقة، وهو ما يمثله القاموس خير تمثيل.

وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة قد رعى حفل الدورة السابعة من جائزة كتاب العام مساء أول من أمس في مركز الملك فهد الثقافي. وعد في كلمته تخصيص جوائز للكتاب والمؤلفين، عرفانا بدورهم في الحياة، واصفا دارة الملك عبدالعزيز بـ"المؤسسة العلمية العريقة" التي تؤرخ لبلادنا وتحفظ تاريخها ومنجزاتها والتي يرعاها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، الذي يدعمها بكل جهوده وطاقاته وخبرته وحكمته حتى أصبحت منارة ثقافية تعتز بها بلادنا.

وقال خوجة: إن المنجزات الثقافية التي تحققت في بلادنا على المستوى الفردي أو المؤسساتي تستحق الاحتفاء بها وتقديمها للآخر وإبرازها لتكون دلالة على أصالة الثقافة السعودية وعمق تجربتها وتطورها واستفادتها من جميع التجارب والمنجزات الإنسانية برؤية حديثة واعية ومتزنة.

وفيما أعلن الأمين العام للدارة الدكتور فهد السماري عن أن الدارة بصدد تدشين القاموس على الإنترنت؛ وترجمته إلى اللغة الإنجليزية قال: استشعرت الدارة منذ سنوات حاجة الساحة الأدبية إلى وجود كتاب توثيقي جامع شامل يُعرّف بالشعراء والروائيين والقاصين والنقاد والمسرحيين من أبناء المملكة، ويعرف بالمؤسسات والمدارس والجمعيات الأدبية والثقافية فيها وبأبرز الكتب والدوريات والجوائز والفنون الأدبية؛ لذا حرصت الدارة على إبراز هذا الإصدار الموسوعي الذي استغرق العمل فيه نحو ثلاث سنوات، وشارك فيه 65 متخصصا ومتخصصة من الأدباء والباحثين السعوديين من مختلف مناطق المملكة ليخرج بحمد الله مميزا في طريقة إنشائه وبنيته المعلوماتية.

ولفت المشرف العام على إدارة برامج خدمة المجتمع ببنك الرياض محمد الربيعة إلى أن الجائزة جاءت انطلاقتها بمبادرة مشتركة بين نادي الرياض الأدبي وبنك الرياض، في خطوة هدفت إلى تحفيز النتاج المعرفي وتشجيع الإبداع والتميّز، ودعم المبدعين، ووصف الكتاب الفائز في هذا الدورة "قاموس الأدب والأدباء" بأنه يعد إضافة نوعية للمكتبة السعودية وما هو إلا شاهد آخر على تميز دارة الملك عبدالعزيز في هذا المجال. وفي الختام كرّم وزير الثقافة والإعلام دارة الملك عبدالعزيز الفائزة بالجائزة، كما كرّم ممول الجائزة بنك الرياض، وشركة النافورة للتموين الغذائي لرعايتها الحفل، ومركز الملك فهد الثقافي على استضافة الحفل، ثم استلم درعا تذكارية مقدمة من مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض على رعايته للحفل.