في وقت تمارس فيه السلطات الإيرانية شتى أنواع التعذيب على كل من يحتج مطالبا بحقوقه وحريته المبتورة، ناهيك عن إعدام أكثر من 1000 سجين أخيراً، يجد المحلل السياسي اللبناني لقمان سليم، أن التدخلات الإيرانية في شؤون دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، بمثابة ذر رماد في العيون، للتغطية على الجرائم التي تشهدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بحق عديد من الشرائح العربية، كالأحواز، والبلوش، وغيرهما من الأقليات.

ويأتي حديث لقمان، على خلفية التدخلات الإيرانية في قضية "رأس فتنة العوامية" نمر النمر، والتي اعتبرها مسيئة للنمر نفسه، لا سيما وأنه ثبت عليه التحريض، وسعيه وراء شق الصف السعودي الموحد، ما يضعه في خانة المدان، والمجرم في آن واحد.

لقمان قال "التدخلات الإيرانية بالدرجة الأولى تسيء للطائفة الشيعية أكثر مما تحسن إليها. النمر تم تحويله إلى أداة إيرانية للابتزاز لا أكثر". ومن هذا المنطلق انقاد لقمان للتحذير من المشروع "الإمبراطوري" التوسعي الإيراني، الذي يضع الطائفة الشيعية ورقة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية التي توفر له الغطاء والنفوذ المطلوب".

ومضى يقول في تحليله "أهداف إيران إمبراطورية، منذ قيام الثورة الإيرانية، وضعت طهران تصدير الثورة وتصدير الثورة هدفاً من أهدافها. يجب أن يعي الجميع أن إيران تتوسل بشيعيتها لتوسيع نفوذها، المهم لديها هو النفوذ وليس الحرص على الطائفة الشيعية وما شابه ذلك".

واعتبر أن "الفتنة إحدى الأسلحة التي توسلت بها الإمبراطورية الإيرانية لفرض نفسها تحت عنوان منع الفتنة. الإيرانيون يهددون بالفتنة كي يسارعوا ويقترحوا أنفسهم لمنع حصول الفتنة".

وقال "نعيش في عصر تتهاوى فيه الجنسيات وتتصاعد فيه العصبيات، نموذج النمر والموقف الإيراني من قضية النمر أكبر دليل على صعود العصبيات على حساب الجنسيات، وهذا ما سعت إليه إيران دائما تحت عناوين "المقاومة"، كتلك الموجودة جنوب لبنان، أو المطالبة بالحقوق في هذا البلد أو ذاك، فكلها حطب في نفس الموقد".

وأبرز التناقض الصريح في السياسات الإيرانية، ووضع دعم نظام الملالي في طهران لقاتل الشعب السوري في سورية، فيما ينافح عن قضية فردية، صاحبها مدان، ومثبت عليه الجرم الذي وقع فيه. واعتبر أن بعض الشخصيات المقربة من طهران – لم يُسمها – تعمل على إذكاء الفتنة المذهبية والطائفية، والتطرف في وقت واحد، بل وأكثر من ذلك، حين وصفهم بـ"ممتهني" الطائفية والمذهبية.