قد تصل حد "الصدمة" بخسارة كفاءة وخبير بمرتبة وعمل وتاريخ المدرب الأشهر في تخصصه عبداللطيف الحسيني الذي "يبز" أجانب كثرا ضمن الأجهزة الفنية للمنتخبات والأندية، بل أعتبر القرار صدمة وهو يؤكد في حديث خاص لـ"قووول أون لاين" أنه وصل لقناعة تامة بأنه يجب أن يتوقف بمبدأ "لكل شيء نهاية"، دون إغفال السبب الأول بمرض والدته وزوج أخته شفاهما الله، لا سيما أنه المسؤول الأول أسريا.
وفي الحوار الذي أجريته معه، قال: "لا مكان للمتخصصين في رياضتنا؟".
ومن باب الإنصاف أكد الحسيني أنه لم يذعن يوما ما لأي مشكلة أو عائق "بل لا بد من وجود المشاكل في طريق النجاح".
قد أقتنع بأن يقرر الابتعاد عن التدريب الميداني، لكنني مصدوم من إصراره على مغادرة الوسط الرياضي "كاملا"، بما في ذلك إعلاميا، وهو الذي مر بتجربة كتابة مقال أسبوعي في "الوطن"، لكنه برر قراره "الكلي" بأنه اعتزل "تخصصه" وبالتالي لا بد أن يترك كل شيء..!
عبداللطيف الحسيني الذي أمضى 20 سنة في مجاله بين الأندية والمنتخبات وقبلها 10 سنوات في القطاع العسكري في نفس مجاله، يغادر وعمره 50 سنة في وقت من الواجب أن تستفيد الرياضة من خبرته وكفاءته وتجاربه وعلمه، فهو حاصل على دورات متقدمة في ألمانيا وأميركا وبريطانيا وكندا، خلاف دورات متنوعة ومن بينها الطب الرياضي ومحاضرات، والأهم خبرته مع عدد من الأندية والمنتخبات بمختلف فئاتها.
أيعقل أن تخسر الرياضة كفاءة بخبرات وثقافة عبداللطيف الحسيني؟
مدربون بلغوا السبعين وما زالوا، وآخرون تقاعدوا في وقت مبكر وتحولوا إلى خبراء لفائدة المجال في دولهم، بينما رياضتنا تئن تحت وطأة المزاجية والعاطفة والتكاسل في منح المتخصصين حقهم.
سبق وقوبل الحسيني من قبل اتحاد القدم بعدم منحه ما يستحق ماليا وهو أعلى كفاءة من مدربين أجانب عملوا معه، ولذا رفض أن يكون في مكان لا يعطي المدرب الوطني "المتفرغ" حقه وواجباته، علما أنه كان في الجهاز الأسبق بمزايا مقنعة.
وفي فترة بعيدة اعتذر عن عدم الاستمرار مع منتخبات سنية لأنه وجد من يقدره في نادي الشباب ثم الهلال، ومع اختلاف الرؤساء ومسيري الناديين تغير أسلوب التعامل.
والآن يغادر بحجة أن "لكل شيء نهاية"، وهو محق ولكن ليس وهو في أهم مرحلة عمرية لتقديم أفضل الخدمات للرياضة.
ومن هذا المنبر، أقترح أن يكون رئيسا للجنة الفنية التي "كان" أحد أعضائها مع يوسف خميس ويوسف عنبر، وما زال البحث جاريا عن "خبير" أجنبي..!
أجزم أن الحسيني أكفأ من هذا الخبير الذي طال انتظاره، وسيمر الوقت دون أن تفعل اللجنة أدوارها الحقيقية، ومهما كان إصرار الحسيني فإن مثل هذه المهمة ستفرحه لأنه سيقدم مع باقي الأعضاء خدمات كبيرة لكرة القدم، وفي سيرة الحسيني ما يعزز من قيمة ترؤسه اللجنة وترحيب باقي زملائه لا سيما أنه متفرغ وسيرته الذاتية علميا وعمليا تعطيه هذه الأحقية.
وما دام أن اتحاد القدم على استعداد لدفع ملايين الدولارات أو اليوروات لخبير أجنبي، فإن من في مستوى الحسيني أولى وسيكون أقل كلفة بالريال السعودي، بشرط إنصافه، وكذلك تقدير باقي الأعضاء ماديا ومعنويا.
على اتحاد القدم برئاسة أحمد عيد أن يحاول بجدية ويشعر الحسيني بقيمته، ومن شأن الأمير عبدالله بن مساعد كمسؤول أول عن الرياضة السعودية أن يطلب مقابلة الحسيني ضمن مهام عمله وما يجسد حرصه على الرياضيين وتطوير الرياضة والتصدي لسلبياتها.
كل الأمنيات بالتوفيق للحسيني الرجل المخلص والمتبحر في مجاله والذي على مسافة واحدة في عمله وتعامله، مع أمنياتي بأن يعدل عن قراره بما يفيد الرياضة.